بسببِ حجابها الذي كانت ترتديهِ طوالَ مراسم الزّواج التي ترأستها، أثارَ حضورُ المستشارة المغربية في بلدية مدريد، دعاء ميسون، كثيرا من الجدل في الأوساط الإسبانيّة، بينما اعتبرت هي أنّ "هذا الحفل يشكّل مناسبة للمساهمة في النّقاش حول قيم الدّيمقراطية والمواطنة". وترأست الموظّفة المغربية في بلدية مدريد مراسم عقد قران امرأة على امرأة أخرى في أجواءِ احتفالية صغيرة بسبب إجراءات الوقاية من فيروس "كورونا". وقالت دعاء، التي حضرت حفل الزّفاف مرتديةً ملابس تقليدية وواضعةً حجاباً على رأسها: "كنت فخورة بالاحتفال بعقد هذا الزواج الذي يعتبر أول عقد زواج لي كمستشارة. حتى في الأوقات الصعبة، مثل هذه التي نمر بها، هناك دائمًا وقت للحب". وتعتبر هذه المرّة الأولى التي تشارك فيها المستشارة المغربية في حفل زفافٍ على هذا الشّكل. وقالت دعاء ميسون إنّ "الإسلام هو نظام قيم متوافق تمامًا مع الدستور الإسباني، لكن هناك نقصًا في مساحات النقاش لتقريب تلك القيم مع تلك الموجودة بالفعل ومعرفة كيف نتعايش جميعًا". ومع ذلك، أقرت الموظّفة المغربية بأن هناك بالفعل من "تفاجؤوا" بأن امرأة مسلمة أقامت حفل زفاف بين امرأتين. "في النهاية، أفهم أن الطريقة التي نتعامل بها مع إدماج الأقليات هي جزء من النقاش العام، لكن هذا (الزفاف) ما يزال حقًا معترفًا به وما زال مجرد إجراء إداري آخر". وأضافت الموظّفة المغربية، في تصريحات لوسائل إعلام إيبيرية، أنّ "هذا الزّفاف يمثّل شيئا جميلا لأنهم يجتمعون لإظهار حبهم، لكن كل شيء منظم ومتفق عليه على هامش القانون". "لم يعرفوا أنني الشّخص الذي سيدير حفل الزفاف، لكنهم تفاعلوا جيدًا عندما كنا نتحدث ونجهز كل شيء قبل الحفل. أخبرتهم أنني متحمسة جدًا لتنظيم حفل الزفاف واتفقنا على ذلك أيضًا"، تورد هذه المستشارة الحاصلة على دكتوراه في الفيزياء الخبيرة في "Start Ups". وشكّل هذا الحدث علامة فارقة في تاريخ مدينة مدريد؛ فهذه المرّة الأولى التي تترأس فيها مواطنة مسلمة وهي ترتدي الحجاب حفل زفاف لأشخاص من الجنس نفسه. وفي هذا الصّدد، علّق المتخصّص في الدراسات الإسلامية إدريس الكنبوري على ذلك بالقول إنّ "السيدة أساءت إلى نفسها وإلى المسلمين في إسبانيا وإلى الإسلام بهذه المبادرة التي ستدخل حلبة المزايدات"، مبرزاً أن هناك في الغرب من يستغل الرموز الدينية الإسلامية للنيل من الإسلام والمسلمين، واستغلال بعض الجهلة الذين هم مسلمون بالانتماء القومي فقط. وشدّد المتحدّث ذاته على أنّ "ما قامت به السيدة المغربية جريمة في حق دينها وأمتها، لأن العمل من جنس العقيدة، فهذا يتضمن أنها تؤمن بمشروعية هذا النوع من النكاح، فإن لم تكن تؤمن به فهي تباركه، لأن توثيق هذا النوع الغريب والبهيمي من الالتصاق الاجتماعي يعني تزكيته ومباركته". وزاد الكنبوري قائلا: "بعض المسلمين يفهمون التعايش بطريقة مشوهة. في المغرب عاش بيننا آلاف اليهود مثلا، لكن لم يتخل أحدهم عن مبادئه الدينية أو الثقافية لكي يتعايش مع المغاربة، بل كان المغاربة يقبلون بهم وفقا لما هم عليه. وفي العالم كله لن تجد يهوديا ذوب نفسه في الوسط الذي يعيش فيه، بل كان هو من يفرض خصوصيته".