في تصريح للإذاعة الوطنية الإسبانية، أكدت كريمة بنيعيش، سفيرة المغرب في إسبانيا، أن تدخل المملكة المغربية في منطقة الكركرات عمل مشروع استهدف بالأساس "فك الحصار عن هذا المعبر الحدودي الحيوي وتأمين تدفق الحركة التجارية والتنقل في منطقة إستراتيجية وحيوية، ليس بين المغرب وموريتانيا فحسب، وإنما بين أوروبا وإفريقيا". وشددت الدبلوماسية المغربية على أن التدخل المغربي يدخل في إطار صلاحيات البلد، وفي امتثال كامل للشرعية الدولية بشكل سلمي وآمن، وجاء كرد فعل على تعنت البوليساريو، موردة أن المغرب لم يقم إلا بإعادة فتح هذا المعبر بشكل آمن وسلمي تحت أنظار عناصر بعثة المينورسو، وفرض طوقا أمنيا من أجل تأمين وضمان الانسيابية للحركة التجارية ولحرية تنقل الأشخاص والبضائع. واعتبرت بنيعيش أن البوليساريو خرقت وقف إطلاق النار في المنطقة، مؤكدة أنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها ميليشات المرتزقة بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، "وأقدمت خلال محاولتها إغلاق معبر الكركرات على إقحام الأطفال والنساء في هذا الفعل الإجرامي، وهو ما يتنافى مع جميع المواثيق والأعراف الدولية". وأكدت السفيرة أن العلاقات القائمة بين المغرب وإسبانيا هي علاقات متميزة ومتعددة الأبعاد، ترتكز على دعامات وأسس الثقة المتبادلة والشراكة الإستراتيجية الشاملة، مذكرة بأهمية التعاون الوثيق والتنسيق الدائم والمتواصل القائم بين الرباط ومدريد في تدبير العديد من القضايا، ومن ضمنها تدفقات الهجرة غير الشرعية. وذكرت بنيعيش بالمجهود الذي يبذله المغرب بتنسيق وثيق مع إسبانيا لمنع تدفقات المهاجرين السريين على السواحل الإسبانية، خاصة في اتجاه جزر الكناري، معتبرة أن ذلك ساهم في إغلاق تام لمسارات وطرق الهجرة غير الشرعية بالبحر الأبيض المتوسط، مضيفة أن شبكات الاتجار بالبشر اضطرت أمام هذا الوضع إلى تغيير مخططاتها وفتح مسارات وطرق جديدة على الواجهة الأطلسية، ما يفرض تكثيف الجهود وفق مقاربة شمولية لمحاربة هذه الظاهرة.