التصويت الكثيف للمواطنين في الانتخابات التشريعية يرسخ مغربية الصحراء

إقبال كثيف على مكاتب الاقتراع شهدته غالبية حواضر وبوادي الصحراء المغربية، حيث حجّ المواطنون للتصويت في الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية التي جرت الأربعاء وعرفت حصول حزب التجمع الوطني للأحرار على المرتبة الأولى في الاستحقاقات النيابية.
وكشفت وزارة الداخلية أن الأقاليم الجنوبية سجلت "نسبة مشاركة مشجعة" تجاوزت النسبة الإجمالية؛ فقد سجلت 58 في المائة على مستوى جهة الداخلة وادي الذهب، و63 في المائة في جهة كلميم واد نون، و66 في المائة في جهة العيون الساقية الحمراء.
محمد الطيار، محلل متابع للشأن السياسي المغربي، قال إن "المشاركة المكثفة في الاستحقاقات التشريعية تبين بجلاء الانخراط القوي في تعزيز المسار التنموي والسياسي الوطني، وتعبر عن الثقة الكبيرة في مختلف المؤسسات الوطنية".
وأوضح الطيار، في تصريح لهسبريس، أن "المواطنين بالأقاليم الصحراوية قد أبانوا، كباقي أشقائهم في ربوع المملكة، عن درجة عالية من المسؤولية والانضباط واحترام الرأي الآخر، وهذا يعد تتويجا للمجهودات الوطنية من أجل ترسيخ قيم الديمقراطية".
وأضاف أن "نسبة المشاركة المرتفعة بالأقاليم الجنوبية تجعل المنتظم الدولي يتأكد من حقيقة بارزة هي أن البوليساريو بعيدة كل البعد عما يجري بالأقاليم الصحراوية، وليس لها أي أثر أو تأثير لا من بعيد ولا من قريب في اختيارات المواطنين الصحراويين المغاربة، وأن وجودها مسألة وقت لا غير".
وتابع المحلل السياسي ذاته بأن "نسبة المشاركة التي ترتفع في كل استحقاق انتخابي، تؤكد تشبث ساكنة الأقاليم الصحراوية بالوحدة الوطنية ونجاح الدولة المغربية في ترسيخ قيم المواطنة والديمقراطية بعد استرجاع هذه المناطق، وهي محطة بارزة تعلن فيها الساكنة أنها اختارت أن تسجل أمام العالم أعلى نسبة مشاركة لترد بشكل قاطع على ادعاءات النظام العسكري الجزائري وصنيعته البوليساريو".
وتوقف الطيار عند نسبة المشاركة في الانتخابات بالأقاليم الجنوبية، قائلا إن "تجاوز سقف 60% يسائل النظام العسكري الجزائري أولا قبل غيره، فمقاطعة ساكنة منطقة القبايل لكل الاستحقاقات الانتخابية الجزائرية ونسبة المشاركة التي لا تتجاوز الصفر إلا بالقليل، تبين بالملموس أن منطقة القبايل اختارت تقرير مصيرها بعيدا عن الجزائر، وأن المشاركة المكثفة والتاريخية للمواطنين بالأقاليم الصحراوية المغربية، تؤكد بجلاء أن الساكنة تبرهن في كل مناسبة وطنية على تشبثها بالوحدة الوطنية وانخراطها الكامل في المسار الوطني".