هو فنان تشكيلي مغربي احترف الرسم منذ ستينيات القرن الماضي، وهو يعد من بين أسرع الرسامين في العالم، إذ يمكنه إنجاز لوحة فنية في دقائق فقط. هو ابن مدينة القصر الكبير، عاش طفولته بين أزقتها وحاراتها، فاختزنت ذاكرته صورا لأحداث وأمكنة وشخوص ارتبطوا بهذه المرحلة من حياته. وفي جلسة خاصة متميزة جمعتنا به وبمعية مجموعة من الأصدقاء على هامش “مهرجان القصر الكبير للشعر والإبداع” في دورته الثانية، المقام مؤخرا بمدينة القصر الكبير، وبدعوة كريمة من طرف الجمعية المغربية للإعلام الوسائطي، كانت لنا دردشة مطولة مع هذا الفنان العالمي، فتح لنا قلبه على شريط من الأحداث والذكريات التي لا تخلو من شغب طفولي ممتع، وكيف أن المختار غيلان كان محظوظا، إذ نشأ في بيئة اجتماعية محاطا برعاية وتكفل اجتماعي قل نظيره، فاحتضنته مدينته بكل عطف وحب، وعاصر مرحلة استثنائية من التعايش والإخاء بين الأطفال المغاربة يهودا ومسلمين، ورغم ما كان يميز تلك الحقبة من فقر وقلة ذات اليد، فقد استطاع أن يختار لنفسه مسلكا عصاميا شق به طريقه في دروب ومنعرجات هذه الحياة، ويستعيد في لحظات مؤثرة كل ذلك بكثير من الحنين والشغف. وفي فترة الستينيات غادر مدينة القصر الكبير في اتجاه مدينة طنجة، قبلة الفنانين والمبدعين من كل أصقاع العالم، استطاع أن يتعلم ويتقن التحديث باللغة الإنجليزية، فكانت بداية حياته الفنية أواخر فترة الستينات، فتعاطى لفن الرسم بشكل احترافي منذ 1970. جال في كثير من بلدان العالم، حاملا معه ريشة الفنان المبدع وكثيرا من الأفكار والمشاريع الفنية، من هذه الدول الذي زارها أو استقر بها ؛ المملكة العربية السعودية، الجزائر، تونس، إيطاليا،اسبانيا، فرنسا، بلجيكا، هولندا وانجلترا هذه الأخيرة مكث بها عشر سنوات، حصل خلالها على تجربة عالية وتقنيات متعددة، واستطاع نتيجة ذلك أن يطلع ويتفاعل مع تجارب واتجاهات مختلفة في الفن التشكيلي من الواقعية والانطباعية إلى السريالية والتجريدية واتجاهات أخرى حديثة. وقد مكنه استقراره بإنجلترا من فتح معرضه القار بمدينة لوتن وبرزت لوحاته في عدة معارض ببعض المدن بالمملكة المتحدة وببعض الدول الأخرى في أوروبا وإفريقيا. وكعادة الطيور المهاجرة، سيعود الفنان العالمي المختار غيلان، بعدما راكم تجربة غنية في فن الرسم والتشكيل، إلى موطنه الأصلي ومسقط رأسه، وهو اليوم يعيش كفنان محترف ويعرض باستمرار لوحاته وأعماله الفنية بالعديد من المدن المغربية. وقد أجريت عدة لقاءات صحفية وإذاعية وتلفزية مع الفنان العالمي المختار غيلان سواء داخل المغرب؛ في طنجة والرباط واكادير ومراكش والقصر الكبير، أو خارج أرض الوطن، في جدة بالمملكة العربية السعودية، وفي لندن ولوتن بانجلترا. كما قدم عدة حلقات حول مهارات وتقنيات فن الرسم بالتلفزة المغربية خلال التسعينات. وهكذا نجد أن مسار فناننا العالمي حافل بالتميز والإبداع: ففي سنة 1994 أنجز الفنان المختار غيلان بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، جدارية عملاقة وهي عبارة عن الآية القرآنية ( ورحمتي وسعت كل شيء) مزج فيها بين التجريد والانطباع. وأنجز بنفس السنة جدارية بمدخل مدينة اكادير-أنزا، مجسمة تعتبر من أهم ما قام به في هذا المجال، ويبلغ طولها 114 مترا وعرضها 4 أمتار، ومزج فيها بين تقنيات عديدة تدمج النحت والتشكيل والبناء، وذلك في سنة 1997 أنجز تحفة فنية ضخمة بمدخل مدينة تارودانت، وهي مجسمة طولها 6 أمتار وعرضها 4 أمتار، عبارة عن قصبة من قصبات الجنوب المغربي. هذا فضلا عن عدة جداريات كبيرة ومجسمات أخرى بالمغرب وفي الخارج. في سنة 1998 وبمناسبة مرور سنة على رحيل الأميرة ديانا المفجع، أقام بلندن معرضا فنيا تحت شعار ( أسطورة ديانا) تكريما للأميرة الراحلة ديانا. ويعد المختار غيلان أول فنان تشكيلي مغربي رسم لوحة للملك محمد السادس بمناسبة تربعه على العرش وذلك في سنة 1999. كما أنه فنان تشكيلي يبدع فن التشكيل بتقنيات ثلاثية الأبعاد، ويعد أول فنان تشكيلي في المغرب يرسم لوحة تشكيليةثلاثية الأبعاد على الطريق العام وأمام الجمهور، وكان ذلك بمدينة القصر الكبير في سنة 2014. وبحسه الفني المرهف تفاعل الفنان العالمي المختار غيلان مع كثير من الأحداث الكبرى التي شهدها العالم؛ كحرب العراق، والقضية الفلسطينية…، فأنجز عدة لوحات حول هذه الأحداث العالمية، فالمختار غيلان يؤمن أن رسالة الرسام والفنان التشكيلي هي تتقاطع مع رسالة الأنبياء في نشر المحبة والسلام، فتحت سقف الإنسانية يسود الإخاء والسلام حيث يستوجب علينا جميعا أن نتعايش بالرغم من اختلاف أعراقنا وأجناسنا. وقد كانت لأحداث11 سبتمبر 2001 المؤلمة أثر بالغ في نفسية الفنان العالمي المختار غيلان، مما جعله يبدع عملا فنيا ضخما بالولايات المتحدةالأمريكية، إذ أنجز لوحة (السلام الأسود) التي تؤرخ لهذه الذكرى الحزينة، فتجد مكتوبا على هذه اللوحة كلمة “السلام” بجميع لغات العالم، وهي رسالة إلى العالم بأسره للتمسك بالسلم والتعايش بين جميع الأديان. والفنان العالمي المختار غيلان بالإضافة لإبداعه في فن التشكيل والرسم، فهو يشتغل ويبدع في إعادة استغلال المتلاشيات والنفايات وتحويلها إلى مجسمات إبداعية فنية، وهذا الفن الكبير يعد فنا قائما بذاته، فهو يعطي لهذه المتلاشيات والنفايات بعدا جماليا متميزا، كما أصبح هذا الفن يلقى ترحيبا وتجاوبا لافتا لدى الجمهور الناشئ والناس عامة. وللفنان العالمي المختار غيلان تجربة فريدة مع جمعية فضاء حي الأندلس بمدينة القصر الكبير، حيث أنجز بمعية هذه الجمعية البيئية الرائدة عدة أعمال فنية ومجسمات تعبيرية من المتلاشيات والنفايات، وتحتضن كثير من الفضاءات بالمدينة، بالإضافة لمدن مغربية أخرى ، إبداعات هذا الفنان الكبير، سواء في الفضاءات العمومية أو في بعض المرافق العامة كالمؤسسات التعليمية ودور الثقافة وغيرها. كما أنجز هذا الفنان أعمالا سينوغرافية لعدد من الأعمال المسرحية لمخرجين مغاربة