كان من المنتظر أن يلي البيان "المقال" الذي تقدم به الرئيس السابق السيد سعيد خيرون لأول مرة منذ تركه لكرسي الرآسة الذي أمضى جالسا عليه مدة 12سنة، ردا على ما سماه عجز الرئيس الحالي عن إخراج المشاريع المبرمجة للوجود، وتعويض ذلك العجز بالكذب، برد آخر من طرف الرئيس السيمو، وقد تعودنا من السيمو الذي عوض خيرون على رآسة مجلس القصر الكبير أن يفند كل ما يرد ضده في الجرائد والمواقع الإلكترونية، وحتى تلك التي تأتي في المواقع الاجتماعية كالفيسبوك، تارة كما كان يفعل دائما عبر التصريحات الشفاهية على بعض المواقع الصحفية، أو بواسطة(كتابه)المتعددين الذين ينشرون و"يتخلصون". ورأينا كيف تجند هؤلاء الكتبة ليس لدحض ما جاء في مقال المسؤول الأول للتدبير المحلي في الفترة السابقة، بل للتجريح والإساءة للرجل بأشياء لا يمكن تصديقها من خلال أسماء مستعارة لا تستحق الرد، بينما كان الأجدر بهؤلاء المدافعين على رئيسهم مقارعة البيان بتوضيح يستدل على الأرقام وبحجية موثقة من خلال ما يجب أن يكون قد وقع بيد السيد السيمو من أدلة مقنعة يجعل المتلقي مشدود نحوها لصحتها. ومن دون كل الألوان القزحية التي كتبت معقبة، أشع لون واحد ظاهر جسده السيد كمال بوزيان في رده حول إصلاح سوق سبتة، ولعله في هذا الأمر يفعل ما يصنعه البراح، فكمال الرجل الودود؛ له مزية في هذا الوصف، إذ أنه بواسطتها يكسب محبة الناس له، وهو كذلك يكون سلبي حين يأمره السيمو بشيء، كتحرير هذا البيان مثلا، فهو سيكتبه مرغما وسينشره إرضاء له حتى إن كان بلا توقيع؛ بينما كان على الرئيس السيمو هو من يرد على الرئيس خيرون وليس أي أحد آخر. وما لا يجب أن نتمناه، هو أن يعود الرد والرد المضاد بين القبيلتين وسيلة لتمضية الزمن، في وقت يستلزم الأمر نقاشا بناءا يثمر في الأخير نتيجة للخروج من الأزمة.. والسيد كمال يجب عليه فقط أن يجيب كيف خمدت احتجاجات التجار الذين كان يقود صفوفهم بذلك«الجيلي»القرمزي، هل تحسنت ظروف هؤلاء التجار ولم يعد هناك دواعي لتلك الاحتجاجات الأسبوعية والدورية؟ هل تم تحقيق كل مطالبهم؟ هل نالوا مطلب فتح أبواب السوق على الشارع؟ هل استجيب لمطلب فتح محطة القطار مولاي المهدي الذي قالوا بأنها كانت تشكل لهم مجالا للرواج؟ وأخيرا هل تم تحرير المدينة من التجارة الجائلة التي كانوا يشكون مضايقتها لهم ام زادت؟ هذه وحدها الأسئلة التي تخص رئيس جمعية تجار سوق سبتة. ومساهمة مني في هذا النقاش بين فريق أدعي انتمائي له، وفريق آخر يجمعني بهم الاحترام المتبادل رغم أن الكل يتذكر كيف كانت يدي قاسية عليهم وهم في المسؤولية، ومع ذلك وقفت أمام بعض التحديات وحافظت لنفسي عن استقلاليتي ومارست ذلك لليوم، بينما البعض كان همهم قرض قصائد الشعر على باب كل من أصبح، فتراهم دائما مع الغلاب. ولعل هذه الفرصة ما تجعلني لا أبالي ان أرد وفق قناعتي، ومنها استخلصت بعض الملاحظات حول بيان السيد كمال، وهو البيان الذي يحوي مغالطات من قبيل أن المقاول لم يقم بالأشغال المنوطة به، وبأنه توصل بجميع مستحقاته، في حين أن مصدرا مهتم بالموضوع من داخل البلدية، أكد ان الإجتماع الذي تم بين رئيس المجلس السابق والجمعية بحضور المقاول وحضره السيد كمال أشاد خلاله الجميع بسير الأشغال، والتي كانت تحت إشراف الجمعية في حين أن كمال بوزيان كان متواجدا خارج أرض الوطن، وحين كان هذا الإجتماع تبين بأن السوق في حاجة إلى مبلغ إضافي حدد ب 40.000 درهم لتطلية السقف بمادة عازلة للمياه (وهذا ما كان على هذا المجلس القيام به). لكن مع تطور الأحداث الدرماتيكية التي تلت الإنتخابات وفاجئت الجميع، عمل الرئيس الحالي إلى محاولة خلق وإظهار عيوب المجلس السابق، وامتنع عن استكمال الاتفاق مع المقاول، وذلك حتى تهطل الأمطار وتجتاح السيول والقطرة بضائع التجار، حتى يبدو المجلس السابق كما يريد الرئيس الحالي في جميع الحالات دائما هو المتهم، لكن خيب رجاءه في السنة الماضية، فلم تشهد أمطارا وكانت جافة، لكن هذه السنة عندما رزقنا الله بالامطار في الأيام الماضية، وقطر السقف، تحرك البعض للإيعاز للتجار ان الأشغال كانت مغشوشة، وبأن المجلس السابق هو المسؤول، ثم يلي ذلك أن يكتب السيد بوزيان بيانه نيابة عن التجار، ويعم الاحتجاج ويأتي المنقذ بعد ذلك، وهو السيمو ليفعل فعلته المعهودة، ليقول للناس: شفتيوا أشني قا خيرون، أنا سأنقذكم. والحقيقة يجب أن لا نشجع ونتابع مثل هذه المشاحنات التي لا تنفع الا أصحابها ولا ان نشارك أهلها، علينا أن لا نسيخ السمع لمثل هؤلاء، بل يجب أن نطالب من المجلس الحالي مواصلته للعمل من دون النظر للوراء، وهذه والعياذ بالله عادة عندنا في هذه المدينة حتى في عقد المجالس السابقة. ايها الناس اعملوا إن كنتم حقا صادقين، وسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.