أعرف أنَّك لن تنسى ولو انطوت الأيام ما صنعناه من ليالٍ عند تلك السمراء حارسة الدِّنان في حان "برج الدار" وأمواج المحيط ترمي على الصخور ملاءتها البيضاء تَتعرَّى في ليل الرباط الشتوي ونحن نغازلها بالضحكات تحت ضوء القمر على مائدتنا خربشات أحلام وقصيدة شعر وحبَّاتُ مطرْ ……… أعرف أنَّك لن تنسى عوالمنا الجميلة ننقشها على وجه السَّماء وسط الصخب البريء و نسترق السمع لوقع الخطوات الهاربة من الرصيف لشرطي سكران يطارده اللَّيل البارد ……….. آه ياخليلي مللنا الانتظار تصدَّعتْ ذاكرة الزمان وأطبق على الحَانِ صمتُ النسيان غادرنا الأحباء وخبا ألق النهار رحل الجميع بتجاعيدهم حتى الأشباح أصابتها الشيخوخة واختبأت في القلعة البحرية المهجورة ………. صار المكان غير المكان وبقيت تتجرع كأس وحدتك في دروب لا تعرفك تنكرك العيون ترميك بشرر وصوتك يتحشرج ثملا بأغنية قديمة عن نزول المارينز في شوارع المدينة تعود طفلا صغيرا إلى زمن البدايات ترى الغواني تتبرجن بعطر رخيص تمضغن العلكة الأمريكية و تمضغ أنْت أوجاع جراحك ………. لم تعرف غيرالدم النازف من الأحصنة المذبوحة في الطرقات المملوءة بالمجانين فهل ستظل تبكي لحزن أبيك لما غنى: "وداعا وداعا جفت الساقية والبستان كلما فتحت بابا على الرياح انغلقت أبواب الرباط كل شيء اندثر مات الوطن فينا ولم يبق للأحلام أثَرْ؟" ……….. كم من مرة ياخليلي ستقف على ناصية الوقت تعد حبات الساعة الرملية وتجتر الأغاني الحزينة لقد هبت العاصفة وتحطمت الأبواب سَقَطَ الجدار تِلْوَ الجدار ألا تسمع دمدمة المد يفتت الصخر؟ هو البحر لك والمدى وغدا غيمتك تمطر بالندى