مذ كان عمرها 16 ربيعا، ما تزال الناشطة الحقوقية بثينة أمينة المكودي (37 عاما) تؤمن بأن التغيير في المغرب ممكن، وأن مطالب حركة 20 فبراير التي كانت من مؤسسيها في سوس ما تزال قائمة في مغرب اليوم. تقول بثينة في لقاءها مع موقع "لكم"، أننا كنا نحارب الفصل 19 من الدستور وكان معنا في ساحات حراك 20 فبراير، واليوم نعيش نوعا جديدا من الاستبداد، على إيقاع تراجعات خطيرة، نؤدي ثمنها اليوم. وهذا لا يعني أن القادم سيكون أفضل". ثورة ودروس وتؤكد بثينة، التي أطلقت أولى شرارات حراك 20 فبراير في سوس، إن هاته التجربة "استوعبت منها الدروس في شبابي، وعلمتني التفاوض، ومع من نشرك النضال، ومع من نوقف الحوار. لقد كانت 20 فبراير ثورة فكرية وثقافية كادت تتحقق". وزادت موضحة: منحني الحراك درسا على أن الديمقراطية صعبة. وهو ما يحتاج لقيادة تؤمن بالديمقراطية لا شعارات. فالديمقراطية ركبت عليها تيارات سياسية، ونتيجتها التراجعات التي تراكمت منذ سنين، وأحكام جائرة تصل إلى 20 سنة. كسر ثلاثي ونصال متواصل تحكي بثينة بمرارة عن محطات حراك 20 فبراير، بعد أن تعرضت للركل والرفس والضرب والكسر الثلاثي في الوجه من قبل عناصر الأمن العمومي. تقول عن ذلك: رغم كل ذلك في اليوم الثاني خرجت للشارع واحتجت ورفعت شعارات تطالب بإسقاط الفساد والاستبداد. وعن سؤال حول إمكانية بروز حركة 20 فبراير أو ما يماثلها، تؤكد بثينة أن "الحركة تحتمل المد والجزر، والمغرب بلد ولاد، وتاريخ المقاومة إلى اليوم يشهد على أنه مادام الظلم والقمع قائما، غير أن الجبهة الاجتماعية ، بحسب منظورها، وهو بديل احتجاجي، ينطلق من أخطاء حراك حركة 20 فبراير ونجاحاتها وانتصاراتها، والمستقبل سينبأ بذلك. وبينما تؤمن بثينة، الحاصلة على الإجازة في علم الاجتماع عام 2018 من جامعة ابن زهر، وقبلها في الاقتصاد عام 2008 من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن "التغيير بلا مؤسسات وأحزاب سياسية طريقه قصيرة، وإن مضى سيكون بشكل خاطئ"، تتأسف للتراجع القائم والعزوف عن الثقة في السياسة، في زمن لا تبدل فيه الأحزاب مجهودا إلا في الانتخابات". مغرب أفضل وتسير بثينة في بسط موقفها بالقول: إذا بقينا على هاته الطريقة، فالنتائج ستكون سلبية بضحايا أكثر من النتائج نريد بلدا أفضل، ولا يمكن أن يخرج أحد للشارع هكذا، فالشباب يعبر عن رأيه بحسن نية وإرادة حسنة. وعوض أن تؤجج الصراعات، لا بد من معالجة الاختلالات. وترى بثينة أن هذا هو ما "يؤرقني، وغدا لن يرهبني السجن بل سيدفعني للمشاركة في مثل هاته الحركات والحراكات، لأن الحل تفاوض سياسي من أجل التغيير للعيش بكرامة وحرية ومساواة، وليس فيها مصلحة للحاكم والمحكوم". مطالب وحوار ترى بثينة أن مطالب حركة 20 فبراير "ما تزال قائمة، والوضع تفاقم، والدستور أفضل من سابقه بعدما تغير، غير أن العقليات لم تتغير والقوانين كذلك، وعلى مستوى التنفيذ والتنزيل ماتزال نفس الممارسات ونفس التعامل هو الكائن". وتتخوف من أن تعيد الحركات نفس خطأ حركة 20 فبراير، حينما ترك المجال لأشخاص يتفاوضون باسم الحراك، أنتجته حكومات ما بعد دستور 2011 إلى اليوم مع الأسف. بكاء ووفاء بكت بثينة، التي تؤطر اليوم مركزا في تخصص التوحد والثثلت الصبغي بمدينة أكادير، بعد نهاية حراك 20 فبراير الذي لم يحقق آمالها وانتظاراتها وإقرار دستور جديد في البلاد عام 2011، فما كان لها إلا تبني أسرة وترزق طفلتها الأولى في الذكرى الثانية للحراك (يوم 20 فبراير 2013)، في ولادة قيصرية مبرمجة، أطلقت عليها اسم "وفاء". تقول إن اسم "وفاء"، وفاء لحراك 20 فبراير، ووفاء لمطالب الحركة التي لم تتحقق بعد في مغرب اليوم. ما تزال بثينة مقتنعة بالحراك. عن ذلك تقول: لو كانت معركة في المدن مطالبها عقلانية سأكون أول من يشارك في صفوفها، ولن يزيدني ذلك إلا إصرارا. رسالتها بعد 21 من النضال الحقوقي والسياسي والشبابي في مغرب اليوم "إطلاق سراح المعتقلين لتتويج مسار 10 سنوات على حراك 20 فبراير. وهي رسالة ، على الأقل، وبصمة أمل يفرج فيها عن المعتقلين الشباب وتمنحهم الفرصة، ومناسبة لفراج عن الصحافيين، ومعتقلي الرأي في جرادة والريف وغيرهما".