اختار ناشطون في حركة "20 فبراير" المغربية، وحقوقيون، الاحتفال بالذكرى الرابعة للحركة التي انطلقت عام 2011، بتوثيق تاريخ الحركة وبداية انطلاقتها، ورفع ما اعتبروه "ظلما كبيرا" طالها. و قالت خديجة المروازي، رئيسة منظمة "الوسيط من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان" (غير حكومية)، إن التوثيق للحركة جاء "اقتناعا بأن ما حققته حركة 20 فبراير كتجربة يستحق الانتباه والتوقف عند مضامينها ومستخلصاتها والتقاط الرسائل الناظمة لها في بعدها السياسي والانساني، وانطلاقا من النقاش الذي عرفه المغرب قبل وخلال وبعد الحراك المرتبط ب 20 فبراير".
وأضافت أن المساهمة في التوثيق ل"حركة 20 فبراير"، جاء كذلك بعد أن "استنفذت ذاتها كحراك مرتبط محليا بمختلف ديناميات التغيير التي خرجت للشارع تفاعلا مع ندائها يوم 20 فبراير(شباط) 2011، وبسياق الحراك المغاربي والعربي إقليميا"، معتبرة أن هذا التوثيق "يقدم مادة يمكن الاشتغال عليها لاحقا، وهناك مناطق ظل كبيرة لا تزال في تاريخ الحركة"، وأن "الظلم الذي أحاط بالفاعلين في الحركة كان كبيرا جدا".
وأضافت المروازي أن "السياق الإقليمي وإن كان محفزا على الحراك بالمغرب فإن الاختلاف بينهما ظل قائما منذ البداية، فإذا كان مطلب التغيير الجذري هو ما وسم الحراك بالمغرب، فإن التغيير من منطلق تحقق الثورة هو ما سيطبع الحراك في كل من ليبيا وتونس ومصر وسوريا".
وقالت إن "حركة 20 فبراير"، "ظهرت في سياق التحولات والأحداث السياسية التي عرفتها المنطقة المغاربية والعربية مع بداية سنة 2011، في إطار ما عرف إعلاميا بالربيع العربي، وفي علاقته بالدينامية التي أطلقها الشباب المغربي على مستوى المواقع الاجتماعية على شبكة الإنترنت، قبل أن يتجسد ذلك واقعيا في تنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية وأشكال تعبيرية أخرى، رفع المشاركون خلالها شعارات تحمل مطالب سياسية واجتماعية متعدد".
وأضافت المروزاي أن من دروس الحركة أن "القبض على معنى ودلالة الحراك الشبابي بالمغرب يكمن في قدرة الشباب على تعرية هشاشة تلك الأطروحة التي تردد منذ سنوات، وهي: عدم اهتمام الشباب بالسياسة، وليقدم شباب 20 فبراير الجواب عمليا بكون عدم الاشتغال بالسياسة كما تمارس اليوم، لا يعني عدم الانشغال بها" تماما.
وجاء كتاب "حركة 20 فبراير محاولة في التوثيق"، في 240 صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن توثيقا لمسار الحركة، وشهادات لناشطين في الحركة، وعشرات الصور التي تؤرخ لمسيرات ووقفات وأنشطة الحركة التي انطلقت في 20 فبرابر/ شباط 2011، في إطار ما "الربيع العربي"، في الكثير من المدن المغربية، وصور لتدخل قوات الأمن لتفريق بعض مسيرات الحركة.
فيما غابت عن الكتاب صور من تعتبرهم الحركة "شهداء"، والتي تقول إنه توفوا جراء إصابات إثر تدخلات أمينة عنيفة ضد مسيراتها.
ونقرأ لمحمد الساسي الباحث والناشط السياسي اليساري المعروف، في ظهر الكتاب قوله "سبق أن سئلت عن أهم حدث سياسي عرفه المغرب بعد وفاة الحسن الثاني (يوليوز 1999)، فأجبت بدون تردد: إنه حركة 20 فبراير"، مضيفا أن حركة 20 فبراير انطلقت كحركة سياسية وظلت كذلك ولم تستطع استيعاب "الكتلة الحرجة"، ورغم "اقتحام " الأحياء الشعبية ورفع شعارات اجتماعية، فإن الحركة لم تتوصل إلى صهر مختلف الديناميات الاجتماعية في بوتقة واحدة، بينما في بلدان أخرى بدأ الحراك اجتماعيا وتحول فيما بعد إلى حراك سياسي.
واستطرد قائلا: "حركة 20 فبراير كانت بمثابة زلزال أو فعل تاريخي أدى إلى إحداث خلخة في بنيات سياسية وحزبية وتعبئة ما لم يستطع أي حزب أو نقابة تعبئته في حركة نضالية في الماضي، وتعميق التسييس الشبابي، ووضع دفتر مطالب كبرى، ودفع النظام إلى تقديم تنازلات طال انتظارها وأهمها كان دستور 2011، والذي جاء متقدما على الدساتير السابقة ولكنه لم يستجب لمطلب الملكية البرلمانية الذي رفع في الشارع".