لن يختلف إثنان على أن نجاح أي فريق وتحقيقه لنتائج مرضية رهين بمدى توفره على التجهيزات الرياضية الأساسية الضرورية وإمكانيات مادية وعلى لاعبين متمرسين ومدرب مشهود له بالكفاءة . بيد أن فريق الترجي الوزاني لكرة اليد يحيد عن هذه القاعدة ،حيث استطاع ، بفريق من الشبان الهواة وبطاقم تقني محلي (غير محترف) مشكل من أساتذة الرياضية البدنية ببعض المؤسسات التعليمية وفي غياب قاعة مغطاة وإمكانيات مادية، أن يصعد إلى القسم الوطني الثاني. يقول حسن الزيتي ، رئيس فريق الترجي الوزاني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ،على هامش حفل التكريم الذي نظم مؤخرا على شرف الفريق بمناسبة صعوده للقسم الوطني الثاني، أنه وعلى الرغم من الإمكانيات المادية المتواضعة جدا الموضوعة رهن إشارة الفريق، فإن هذا الأخير استطاع أن يحقق حلم الصعود في ظرف زمني قياسي. وتابع الزيتي أن هذا الحفل الذي حضره ممثلون عن وزارة الشباب والرياضة ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد عبد اللطيف الطاطبي، وممثلون عن السلطة الإقليمية والمجلسين الإقليمي والبلدي وفعاليات وطنية ومحلية عديدة ، رام تكريم الطاقم التقني للفريق وأبرز اللاعبين الذين نجحوا في رفع هذا التحدي بفضل العزيمة والإرادة القوية التي تحذوهم. ومرجعيتهم مكونات الفريق الوزاني في ذلك أمجاد المدينة الرياضية ممثلة في فريق أولمبيك وزان لكرة القدم الذي كان يتصدر القسم الوطني الأول إبان عهد الحماية، وطموحا واسعا يتماهى مع النقلة النوعية التي ترغب المدينة والإقليم ككل في تحقيقها في شتى المجالات. وبعد أن ذكر بحالة التخبط التي كان عليها الفريق قبل أن تحتضنه جمعية "جذور للتنمية البشرية" أوضح الزيتي أنه تقرر بعد ذلك خوض تجربة جديدة تعتمد طرق التسيير الرياضي الحديث من تعاقد مع إطار تقني محلي محترف ولاعبين متمرسين وفق أهداف محددة تتجسد في تحقيق نتائج مرضية تحت طائلة التغيير في حالة العكس. وأضاف أن الفريق قرر بذلك الدخول في عملية شبه احترافية اعتمادا على الإمكانيات المادية المتواضعة للفريق والمتمثلة أساسا في مساهمات المنخرطين في الجمعية وعلى بعض التبرعات وذلك في انتظار المنح التي وعدت عدة جهات بتقديمها للفريق وفي مقدمتها منحة الجامعة الملكلة المغربية لكرة اليد إلى جانب دعم بعض الفرق الرياضية لكرة اليد خاصة على مستوى التجهيز بالمعدات الرياضية. لكن أهم حجرة عثرة تواجه الفريق حاليا برأي الزيتي، هي غياب فضاء مغلق لإجراء التداريب، الفضاء الطبيعي لممارسة كرة اليد ، معتبرا أنه في غياب قاعة مغطاة تتم تداريب اللاعبين في الهواء الطلق مما يصعب معه ، تدريب جميع الفئات بالنهج التقني ذاته وفي توقيت واحد ( ليلا على اعتبار أن الجميع هواة وغير متفرغين) مما ينعكس سلبا على طموحات الفريق في بلوغ مرحلة الاحتراف وتحقيق إنجازات رياضية كبيرة. من جهة أخرى كشف الزيتي أن المكتب المسير للفريق وفي إطار الأنشطة الموازية لنشاطه، يعتزم قريبا تنظيم ندوة بشراكة مع جمعية "جذور للتنمية البشرية" حول "رياضة الهواة في المغرب: فريق الترجي الوزاني نموذجا"، مبرزا أن الهدف المتوخى على المدى المتوسط بالنسبة للفريق يظل هو إحداث مركز للتكوين المستمر في المجال الرياضي. للتذكير فإن فريق الترجي الوزاني يضم 20 لاعبا في فئات الكبار و25 لاعبا في فئة الشبان وعددا لا بأس به في صنف الصغار.