لقد عشنا فترة لا يستهان بها من الزمن نرزح تحت أفكار أناس كانوا خارج الحكم ، يعيشون بيننا و يتحكمون في إرادتنا بألاعيبهم السياسوية ، تارة باسم الأفكار الثورية المستلهمة من المعسكر الشرقي البائد و تارة باسم الديمقراطية و حق المواطن في العيش الكريم بعيدا عن المذلة والمهانة و عيش العبيد ، و أحيانا بذريعة حماية الطبقة الشغيلة من الحيف الذي لحقها من البورجوازيين أرباب العمل ، و استطاعوا بطريقتهم المثلى هذه جمع ثلة من الشعب حولهم يحركونها كلما دعت الضرورة إلى ذلك، و يسكنونها عندما تلبى طلباتهم ممن في يدهم الحل و العقد ، هذه الثلة هي سلاحهم الأمثل الذي كانوا يشهرونه كلما أحسوا بخطر ما يتربصهم من الجهة المعلومة . لما قويت شوكتهم و تمكنوا من الوصول إلى موضع القرار تنصلوا من تعهداتهم و وعودهم و لبسوا ثوبا مغايرا لثوبهم القديم . هاهم اليوم يحلون ما كانوا يحرمونه بالأمس القريب و يكفرون بما كانوا يؤمنون به في الماضي القريب ، تلك قصة من ظلوا لفترة طويلة يستحوذون على عقول بني جلدتهم إلى حين تحقيق أهدافهم و فرض سلطانهم على من كانوا السبب في بلوغهم مبتغاهم و تحقيق أحلامهم التي كانت تراودهم منذ أمد بعيد . فعلى كل لبيب منا أن يدرك أن السياسة عندنا هي مراوغة الشعب بغية الحصول على صك منه يمكنه من الترقي إلى مواقع القرار و الاستفادة و قضاء المآرب ، أما خدمة الصالح العام فلا أحد يخطر بباله ذلك ، و من كانت نيته كذلك فمآله الإقصاء و التهميش ..