تراجع كبير ذلك الذي شهدته في السنوات الأخيرة معدلات الرضاعة الطبيعية بالمغرب، فأقل من ثلث الرضع ترضعهم أمهاتهم رضاعة طبيعية خالصة فيما لا يتعدى متوسط مدة الرضاعة لدى الرضع أصحاب الستة أشهر أرقاما مقلقة يدق لها المختصون ناقوس الخطر. وللرضاعة الطبيعية الخالصة كما هو معلوم فوائد كبيرة على صحة الطفل و الأم ، فهي تقلل من خطر الحساسية لدى الرضع كما تقلل من خطر إصابتهم ببعض الأمراض الهضمية والتنفسية، كما تقي الأم من الإصابة بسرطان الثدي، زيادة على ذلك فالرضاعة الطبيعية تقوي الروابط الحسية و العاطفية بين الأم و رضيعها. وعلى الرغم من أهمية الرضاعة الطبيعية إلا أن نسبها عرفت تراجعا كبيرا ، الشيء الذي يطرح تساؤلات حول أسباب هذا التراجع؟. الأخصائي في طب الأطفال حسن البنة، أكد أن معظم الأمهات أصبحن يتراجعن تماما أو يتخلين بمعنى أدق عن الرضاعة الطبيعية، وذلك بسبب العمل، إذ أنه إن كانت الأم تشتغل خارج البيت فهذا الشيء يشجعها على عدم إرضاع مولودها، وكما نعرف أن مدونة الشغل تخصص مدة ثلاثة أشهر راحة لكل سيدة مقبلة على الولادة، حتى تلد مولودها و تكمل هذه الفترة الزمنية المخصصة لها وعند إكمالها لهذه الفترة تصبح الأم غير مبالية للرضاعة الطبيعية و تبدأ بتعويض حليبها بالحليب المصنع للصيدليات. وأضاف الأخصائي في تصريح ل"نون بريس"، أن هناك جانبا آخر ألاوهو المتعلق بالنقص في التوعية وعدم معرفة مزايا الرضاعة الطبيعية الخالصة و التي تفيد كلا من الأم و الرضيع، وتجنبهما من الإصابة ببعض الأمراض، فلهذا تلجأ الأمهات إلى حليب الصيدليات لتعويضه بحليب الأم. وأعطى الأخصائي مقارنة بين الرضيع الذي يستفيد من حليب أمه و الرضيع الذي يأخذ حليب الصيدليات، بقوله إن هناك فرقا كبيرا وشاسعا بين الرضيع المستفيد من الرضاعة الطبيعية من حيث الناحية الصحية له و التي يمكن أن تقيه من بعض الأمراض بنسبة 60 في المائة لأنه غني بالفيتامينات التي لا تعوضها أشياء أخرى، بينما المستفيد من الرضاعة غير الطبيعية، فهو يمكنه أن يتعرض للكثير من الأمراض أو الأشياء غير النافعة لصحته، لأنه تنقصه فيتامينات تكون بحليب الأم الحقيقي والصحي. وأوصى الأخصائي الأمهات اللواتي لا ترضعن أطفالهن الرضاعة الطبيعية، بضرورة فعل ذلك لأن للرضاعة الطبيعية مزايا كثيرة تستفيد منها الأم والرضيع معا سواء على المستوى الصحي أو الحسي أو العاطفي بحيث يمكن للرضيع معرفة أمه عن بقية الآخرين عن طريق رائحتها.