أثارت خسارة المغرب شرف تنظيم كأس العالم لسنة 2026، سخطا عارما في الأوساط الكروية المغربية والعربية، خاصة بعد تصويت سبع دول عربية على الملف الأمريكي بدل نظيره المغربي، ما خلف ردود أفعال مختلفة. المحلل السياسي، محمد بودن، اعتبر أن المغرب دخل في تنافس رياضي مع أمركيا بظلال سياسية، فكانت النتيجة أن خسر حلمه المستدام في تنظيم كأس العالم. وعلى الرغم من الخسارة، إلا أن المغرب حقق أرباحا بالغة الأهمية، بحسب ما أكده بودن في تصريح ل"نون بريس"، كاشفا أن المملكة استطاعت أن تُكون صورة ذهنية جديدة سيكون لها عائد على سمعته و علامته الوطنية دوليا. كما سيتمكن من توجيه الاهتمام لمنطقة شمال أفريقيا. وأضاف بودن، أن "المغرب استخلص دروسا من منافسة قوى دولية لها قدرة على الحشد و الاستقطاب، وتيقن من بداية الحرب العربية الباردة و تعرف على الحلفاء و الشركاء الملتزمين و الموثوق بهم". كما نجح في فرض خارطته الرسمية أمام العالم ما يؤكد انتزاعه لموقف مؤسسي ضمني من "الفيفا" وهذا المعطى، يضيف بودن، وسيلة مكملة لدفاع المغرب عن وحدته الترابية. وأكد المحلل السياسي، أن المغرب "ربح في معركة رياضية أوراقا سياسية يمكنه استعمالها وقت اللزوم للتعامل مع الأضداد و التناقضات في العلاقات الدولية"، إلى جانب اكتشافه المواقف الرياضية قد تكون بوابة للتعاون السياسي مع عدد من البلدان. وخلص بودن إلى أن المغرب وبعد خسارته في تنظيم مونديال 2026، هناك احتمالات ؛ إما أن يترشح من جديد لمونديال 2030، أو يتخلى عن فكرة الترشح لتنظيم المونديال والاكتفاء بإنجاز مشاريعه لتحقيق الرهانات الوطنية. أو تغيير المسار والبحث عن تنظيم تظاهرة رياضية أخرى كالألعاب الأولمبية. يضيف المحلل السياسي.