عين الصفا المركز عين الصفا في 2282014 إلى السيد رئيس الجماعة القروية لعين الصفاء الموضوع: رسالة مفتوحة تنويرا للرأي العام سلام تام بوجود مولانا الإمام وبعد، نسائلكم عن الجرائم المقترفة في إعطاء رخص هدم و تنحية آثار و تراث المنطقة عوض الترميم و البناء حيث تم الترخيص لهدم أهم و أقدم معلمة تاريخية " مسجد مولاي إدريس " الذي جسد قدوم الأدارسة بالجهة الشرقية. ومن بين مقتطفات تاريخ الأدارسة ما جاء في كتاب:" قرة العين في معرفة اليقين،سلالة آل البيت النبوي الشريف" لمحمد الشارف عبدا لله الخطابي الادريسى الحسنى " و ما أن بويع إدريس حتى كون جيشا من قبائل زناته و أوربة و صنهاجة و هوارة و قاده لفتح أقاليم مغربية أخرى... وتوسعت مملكته فخرج في منتصف رجب 173 ه/8 دجنبر 789 م عازما توسيع مملكته في المغرب الأوسط على حساب الدولة العباسية متجها نحو تلمسان، وفي أثناء زحفه استولى على مدينة سبتة متجها إلى تلمسان ولم يكاد يصل إليها حتى خرج إليه أميرها محمد بن خزر بن صولات المغراوي فطلب منه الأمان فأمنه إدريس فقدم محمد بن خزر بيعته و دخل إدريس الأكبر إلى تلمسان حيث بنا بها مسجدا و كتب على المنبر. باسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أمر به إدريس بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله " عنه "" وحين اتجه إدريس الأكبر الى تلمسان قادما من سبتة فقد مر بجبال بني ازناسن بحثا عن الأمن و الماء وقد كان محفوفا بترحاب كبير من طرف قبائل بني ازناسن كونه سليل آل بيت رسول الله محمد صل الله عليه و سلم و المخلص من جبروت و تهديدات الدولة العباسية، حيث شيدت مجموعة من المعالم كذكرى لمروره بالمنطقة وتلبية لداعي الله لنشر الإسلام وكانت أهمها المساجد. ولعل أقدم مسجد شيد بالمغرب الشرقي مسجد مولاي إدريس بصفرو الكهف احتفالا بقدوم إدريس الأكبر الذي حط الرحال بهذه المنطقة لاستراحة جنوده في فتوحاته نحو تلمسان. إن مسجد مولاي إدريس عرف عدة أحداث تمثلت في قصفه من طرف الاستعمار الفرنسي منذ دخوله إلى الجزائر فهدم جزء منه سنة 1907 بعد أن قتل اليوتنو روز بمعركة درع اللوز بصفرو الكهف، كون هذا المسجد نقطة انطلاق المقاومة المغربية للاستعمار الفرنسي بالجزائر، و بعد إعادة ترميمه أعاد قصفه الاحتلال الفرنسي بالمغرب في الخمسينيات من القرن الماضي عندما احتدت المقاومة ضد الاحتلال وراء جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، وبعد الاستقلال تم ترميمه من جديد كمعلمة تاريخية بالمنطقة حيث تطوع السكان لجلب الحجر القوي الصلب وكذا الكلخ للسقف القوي من جبل مكرز الذي يبعد بأكثر من 7 كلمترات. ولعل آخر ما جسد هذه المكانة المتميزة لمسجد مولاي إدريس تصوير جزء من المسلسل التاريخي الدولي " إدريس الأكبر" للمخرج المغربي كمال كمال بمشاركة مجموعة من الممثلين كعائد موهوب وروجينا المصرية و صباح الصغيرة الجزائرية... والتي أجريت أطواره بتلمسان و بصفرو الكهف قرب مسجد مولاي إدريس وبسيدي إدريس زرهون سنة 1993 . إن الغريب في الأمر هو أن مسجد مولاي إدريس هدم و أعطيت الموافقة ضمنيا ليحل في مكانه بناء دون دراسة او ترخيص مقر لجمعية بني خلوف التي ينتمي إليها رئيس الجماعة القروية والتي تكرس القبلية و التفرقة بغية طمس معالم هذه المنطقة و التي أكثر من %80 من سكانها هم أدارسة. و أمام هذا نحملكم شخصيا كامل المسؤولية بصفتك رئيسا للجماعة القروية لعين الصفاء ، ونناشد المجتمع المدني والجهات المختصة النهوض و التحرك لمحاكمتكم كونكم المسؤول الأول عن الجماعة والذي تم تدمير هذه المعلمة التاريخية بتتبعكم مما يثبت مشاركتكم في هذه الجريمة. وفي الأخير تقبلوا سيدي فائق عبارات التقدير والاحترام والسلام