قبل بناء الحاجز السلكي العازل بين مدينة سبتة والمغرب، كانت هناك مقبرة للمسلمين تقع على الحدود الفاصلة، بين حي "بينزو" الواقع بمدينة سبتة، وقرية "بليونش" التابعة للمغرب. لكن بعد بناء السياج العازل من أجل كبح جماح جحافل المهاجرين والتهريب، أصبحت هذه المقبرة خاصة الواقعة في الطرف المغربي، جد مهملة وغارقة في الأوساخ والقاذورات، على غرار باقي المقابر الإسلامية المغربية. وفي هذا الصدد أفادت مصادر بريس تطوان، أن جمعية مدنية بحي "بينزو" بمدينة سبتة دخلت على الخط، من أجل إرسال فرق تنظيف يطلق عليها "الدوريات الخضراء" لتنظيف قبور المسلمين الراقدين في الجانب المغربي من هذه المقبرة. وفعلا وافقت السلطات المحلية لمدينة سبتة على هذا الطلب، وقامت بتمويل عملية تنظيف هذه المقبرة الإسلامية، الأمر الذي خلق جدلا داخل مدينة سبتة، لكون هذه الأموال مصدرها دافع الضرائب الإسباني، ولا يجوز إهدارها على تنظيف مقبرة إسلامية تقع بقرية منسية توجد بالطرف المغربي للحدود. من جهة ثانية طرح مستشار معارض بالحكومة المحلية لسبتة مسألة المركز القانوني لعمال النظافة الإسبان الذين يقومون بتنظيف مقبرة قرية "بليونش"، وهل يتوفرون على تغطية قانونية تحميهم أثناء قيامهم بعملهم، علاوة على الجهة المؤمن عندها في حالة وقوع حادثة شغل. وللخروج من هذا المأزق اقترحت بعض الجهات بمدينة سبتة، مسألة نقل رفات جميع الموتى المسلمين إلى الجانب الإسباني، وذلك حتى تتم العناية بقبورهم في أحسن الظروف، دون الحاجة إلى تجاوز الحاجز الحديدي الفاصل بين قبور هذه المقبرة الإسلامية.