مرّة أخرى يطل علينا المنتخب المغربي بحلة جديدة ليس كما عاهدناه أيام الحارس الهزاز، بيتشو، عسيلة، فرس، بن مبارك وآخرون عندما تألقوا بإثيوبيا وفازوا بكأس إفريقيا سنة 1972 ، وليس مثل منتخب 1986 عندما كان عزيز بودربالة والظلمي، خيري، البياز، حسن ناضر، والحارس الزاكي الذين صنعوا أمجاد الكرة المغربية حيث كان يضرب بهم المثل عندما هزموا أقوى المنتخبات كانت آنذاك كرة القدم تجري مجرى الدم في العروق وكم كان جميل أن تتكلم عن كرة القدم وتقول أنا مغربي، وبدأت شعبية كرة القدم تتلاشى منذ ذلك الحين إلى أن جاءت سنة 1994 خلال مونديال بلاد العم سام أيام تم حرمان بلدنا من تنظيم النهائيات، لعب المنتخب المغربي ثلاث مباريات لن تنس. انهزم فيها أمام بلجيكا والسعودية وهولندا تحت قيادة المرحوم عبد الله بليندة، منذ ذلك الحين اجتهدت الجامعة الملكية المغربية حتى سنة 1998 بمونديال فرنسا عندما ظهر منتخب أسود الأطلس في حلة جديدة ولعب كرة قدم في المستوى وأبان عن إمكانيات رائعة وقدم لنا كرة حديثة وفرجة رائعة بأقدام صلاح الدين بصير، كماتشو، نور الدين النيبت، مصطفى حجي، الطاهر لخلج، شيبّو، السفري، والحارس بنزكري الذين كان يشرف عليهم المدرب الفرنسي هنري ميشيل، حيث أقصي المنتخب المغربي عوض منتخب السامبا، منذ ذلك الحين وكرة القدم المغربية تتدحرج بين أقدام لا تمث لكرة القدم بصلة حيث كان الجنرال حسني بن سليمان يشرف على رئاسة جامعة الكرة، مرت السنوات الأربع المولية لمونديال فرنسا دون شيء يذكر عن كرة القدم حتى بزغت شمس 2002 بتونس تحت قيادة الربان بادو الزاكي الذي تمكن من فك لغز كرة القدم المغربية عندما تأهل إلى نهاية كأس إفريقيا وانهزم فيها أمام المنتخب التونسي إثر خطأ للحارس فوهامي ورغم ذلك خرج اللاعبون أمثال الحسين خرجة، مروان الشماخ، جواد الزاييري، موحى اليعقوبي، المختاري، يوسف حجي، وليد الركراكي، القرقوري، عبد السلام وادو، نبيل باها واللائحة طويلة، ( خرجوا ) مرفوعي الرأس كونهم لعبوا كرة قدم ذكرتنا بأيام بودربالة والتيمومي خصوصا عند الفوز على الجزائر في الوقت بذل الضائع في مباراة هستيرية. مرّت الثلاث سنوات التي قضاها بادو الزاكي رفقة الأسود كالبرق وسرعان ما تم إقصاءه من قيادة سفينة الأسود لأسباب نجهلها ليمونا هذا، وجاء بعده المدرب المغربي امحمد فاخر وبعده عاد هنري ميشيل لكسب المزيد من الملايين المغربية حتى نهاية 2007، ثم الفرنسي روجي لومير الذي فتح المجال بعده للمدربين المغاربة حيث أشرف أربعة منهم على المنتخب المغربي خلال عام واحد هم مومن، عموتة، بناصيري والسلامي، الذين لم نرى معهم الفرجة آنذاك عندما غادر حسني بنسليمان الجامعة ليترك المجال للرئيس الحالي علي الفاسي الفهري الذي لا يفقه في كرة القدم شيئا، هذا الأخير تمكن في ظرف وجيز في تحقيق رقم قياسي حيث جاء بإيريك غيريتس المدرب الذي سمعت أصداؤه في كل بقاع الأرض من خلال ما كان يتقاضاه دون أن يقوم بعمله وقد بدا مشواره بحلم التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا سنة 2010 . وهذا لم يكن في الحسبان حيث لم يصل المنتخب المغربي ولو للتنافس من اجل التأهل حيث أقصينا في بداية الطريق، فخرج سيادته من جديد بحلم آخر وهو الفوز بكأس إفريقيا للأمم الأخيرة والتي باءت بالفشل وخرجنا من الدور الأول كل هذا والمدرب غيريتس يوهمنا بأحلامه التي تتبخر قبل خروجها من فمه، مرت السنتين من إخفاق لآخر اللهم الفوز الوحيد على منتخب الجزائر بأربعة أهداف هذا فقط لا غير، رغم كل الهتافات الشعبية التي كانت تطالب برحيل غيريتس والفاسي وجعل الزاكي ربانا مرة أخرى لكن هذا ما لم يتم ولن يتم لان هناك أيادي خفية تعمل في الخفاء غايتها تذليل الكرة المغربية لوبيات فاسدة لا مجال للهرب منهم يغردون داخل جامعة كرة القدم دون أذنى شعور بالوطنية وحب القميص المغربي، مع مجيء رشيد الطاوسي الذي كان خلال كل لقاء صحفي يظهر انه توصل إلى الخلطة السحرية التي لم يتمكن منها أي مدرب آخر ومع مرور الأيام ها نحن نكتشف أن الطاوسي حاله حال سلفه غيريتس لكن الطاوسي جاء بخطط جديدة وغريبة، كيف يجري لقاءات ودية بلاعبين وعند اقصائيات كأس العالم يلعب بتشكيلة مغايرة تماما ويبعد اللاعبين المحترفين الذين يتوفرون على تجربة وخبرة أدغال إفريقيا ويعوّضهم بلاعبي البطولة، لا نستهين بقدرات اللاعبين المحليين لكن تنقصهم الخبرة والجاهزية. المهم أن الطاوسي لم يعط الكرة المغربية حقها ولعل الأيام القادمة ستحدد مصير الكرة والخوف الذي يسيطر على الشعب المغربي هو فقدانه شهية كرة القدم المغربية لا نحبذ فكرة أن تهزمنا الموزمبق أو الطوغو و تنزانيا وربما يوما ما سنلجأ لمطالبة الفيفا بجعل الفريق الخصم يلعب ضدنا بخمسة لاعبين فقط وربما نفوز او لا نفوز، أسئلة كثيرة تطرح في الشارع المغربي وكم يتمنى المواطن أن يرى أجوبة لها كم يسرنا أن يقوم السيد علي الفاسي الفهري من مكانه ويفيق من سباته ليعطي كرة القدم ما تستحق ويخرج من عالم الجامعة لعل قادم الأيام تأتي بالجديد. رشيد يشو لبريس تطوان