وجه كل من الخبير الدستوري، رشيد لزرق، والشاعر عبد المجيد مومر الزيراوي رسالة إلى عبد الإله بنكيران، يعلنان فيها عن تحدي الاستجابة إلى دعوة بنكيران إلى مناظرة مباشرة يحضرها كل من يخالفه الرأي. وجاء في هذه الرسالة: "باعتبارنا مواطنَيْنِ مغربيَيْنِ مُتَحَرِّريْنِ من هوس صراع الماضي و وسواس المؤامرة، و لأننا شابين يؤمنان بفضيلة الحوار والتدافع القانوني السلمي و قِيم المُحَاجَجَة بالتي هي أحسن. شابان يختلفان مع تصريحاتكم الأخيرة حول قضية وطنية مصيرية: ورش إصلاح التعليم بالمغرب". وأضافا: "حيث إنكم يا أخانا في الوطن والمواطنة الدستورية رفعْتُم تحدي المناظرة في وجه كل من لا يشاطِركُم نفس الرأي. وذلك بعد أن طرحْتم وجهة نظركم المليئة بالإتهامات غير المقبولة التي تعبر عن نزوع نحو الأحادية الفكرية في زمن دستور التعدد، و رَفْضِكم لأي سلوك توافقي يخرج عن ضبطِكم وخطِّكم الأيديولوجي و الدعوي، ويبدو أنكم صِرْتُم تعتبرون أن مكتسبات الحقوق الثقافية والسياسية التي جاء بها دستور 2011 باتَت تهدد مشروع تديُّنِكم المُؤَدْلَج وحاضِنَتكم الفقهية التي نطق بإسمها الدكتور أحمد الريسوني". وأوضحا في الرسالة التي توصلت "تليكسبريس" بنسخة منها: "إننا نرى - بكل صدق و ثقة - أن مبتدأ التغيير الإيجابي يتجسد في ضرورة إصلاح التعليم - شكلا و مضمونا- كشرط وجود و كحاجة لدى الأجيال المغربية الصاعدة لبلوغ مصاف الشعوب المتقدمة. هذا الإصلاح اللازِم ، الذي لم يُسْعِفْنا اعتماد التعريب في إنجازه، لن يتحقق إلاَّ بالإنفتاح - دون تردد - على إدماج اللغات العالمية الحية و تعزيز التعددية اللغوية في منظومة التدريس و اعتماد المناهج العلمية الرائدة التي تجعل من منظومة التربية و التكوين و البحث العلمي فضاء عموميًا منتجًا لأجيال جديدة، وفق خطة إصلاحية وطنية ثاقبة تعمل على تطوير دينامية المجتمع و المؤسسات وتفاعل العلاقات الاجتماعية و الثقافية والاقتصادية مع زمن التكنولوجيا و الذكاء الاصطناعي." وأكدا في رسالتهما لبنكيران أن "عدم الإلتزام بأحكام العدالة الثقافية و المواطنة الدستورية الواردة في عقد الميثاق الأسمى للأمة المغربية أحدث مَتاهة كبيرة في الحقل الدلالي السياسي المغربي مما يسمح بإعادة إنتشار خطابات التخوين والتكفير التي تسكن قلوب وألسنة الأيديولوجيات المشرقية الإِخْوَانْجِيَّة والقَوْمَجِيَّة. كما يساهم في توسيع دائرة الخطاب العدمي المُحْبِط المؤدي إلى تَسْفِيه المؤسسات الدستورية الوطنية و إفشال مبادرة الإصلاح من داخلها". وأعلن لزرق و الزيراوي عن قبولهما تنظيم مناظرة مع بنكيران عبر تقنية " اللايف " المباشر وتركا له اختيار التوقيت، أما المكان فقد اختارا مقر فيلته بحي الليمون بالرباط، حيث اعتاد بنكيران بت لايفاته وفيديوهاته.