ظروف مرة تلك التي مرة بها حسناء أية بولحسن، الفتاة التي يعتقد أنها فجرت نفسها بإحدى المنازل بشمال باريس"سان دوني" ، صحيفة "لوموند" الفرنسية خصصت تقريرا مختزلا لحياة هذه الفتاة ، و هي ندوذج للتمزق الذي يعرفه الجيل الثالث من أبناء المهاجرين في أوروبا . رغم أن الأمن الفرنسي لم يؤكد إن كانت هي من فجرت نفسها ، أم المبحوث عنه العقل المدبر "لمجزرة باريز" "عبد الحميد أباعود" هو الذي فجر حزاما ناسفا ، غير أنها دخلت التاريخ من بابه الواسع لتُعتبر أول إمرأة تنقل العمليات الإنتحارية إلى أوروبا . تقول مجلة "لومند " أن الفتاة تمتلك شخصية جد معقدة، خصوصا أن ماضيها يتناقض و ما قامت به ، و لم يكن ليرشحها لهذا المصير، فقد تحولت في فترة وجيزة من حسناء مدمنة فودكا، إلى متطرفة داعشية. وفي تحقيقها عن الشابة التي ولدت في 1989 تضيف المجلة ، أنها مرت بمشاكل اجتماعية كبيرة قبل أن تحرز شهرة كبيرة بعد موتها، تلك الشهرة التي بحثت عنها في عالم الموسيقى . كانت حسناء نموذجاً عادياً لشباب الهجرة الممزق بين المشاكل العائلية، والتفكك الأسري، والانفلات الأخلاقي، فمن بيت الأسرة، إلى بيت الإحتواء بأمر قضائي بعد افتراق والديها، بعد ذلك انتقلت إلى الشارع حيث تاهت مع رفاق السوء والجريمة و الإتجار في المخدرات مع عصابات الأحياء في مدن موزيل وستراسبورغ في شمال فرنسا.ولأنها لم تكن تتكلم العربية ، لم يعرف عنها ارتيادها الأماكن التي تجمع المهاجرين من أصول عربية، بل كانت على العكس من ذلك تحلم بالانضمام إلى القوات المسلحة الفرنسية، وهو ما فشلت في تحقيقه بسبب إدمانها الفودكا، وقلة انضباطها ومشاكل المراقص وسهرات الديسكو. وعلى صفحتها على فيس بوك، كانت تُفاخر حسناء حتى بداية السنة الحالية 2015، حسب صحيفة لوموند، "بقدراتها الفنية والغنائية" وتأكيدها أنها ستصبح "في يومٍ قريب نجمة الراب الأولى في فرنسا". ولكن هذه "المسيرة" توقفت سريعاً في 2015، واستبدلت الفتاة المتمردة، بنطلون الجينز وقبعة الكاوبوي، التي جلبت لها لقب "فتاة الكاوبوي" بحجاب إسلامي، قبل أن تنتقل بعد شهر واحد، إلى" البرقع" أي الزي النسائي الطالباني، وفق الصحيفة، والذي يُغطي "كامل جسمها ووجهها وترتدي القفازات السود في يديها". بعد قطيعة مع وسائل التواصل عادت الشابة الجديدة، إلى فيس بوك لتعلن في غشت 2015، بعد نشرها صورة حياة بومدين رفيقة أحمدي كوليبالي الذي نفذ الهجوم على المتجر اليهودي في باريس ، لتجعلها مثلها الأعلى . وتُضيف الصحيفة بعد الفودكا والانفلات و التسكع في الشارع ، انتقلت حسناء، إلى البرقع الطالباني، ما يكشف حجم الهوة التي فصلت بين حياة الشابة الفرنسية وحجم التحول القاسي الذي عرفته، ربما كان هذا بتأثير من قريبها "عبد الحميد أباعود"، الذي كان يحاول إنتشالها من الشارع و لكن إلى أين ؟؟ …إلى الأسوء .الكثيرون من الاشخاص من محيطها تضيف "لومند" برروا ما عرفته حسناء من تغيير في حياتها و الذي يعتبر "راديكالي" إنما هو أحد مظاهر تمرد هذه الفتاة وليس قناعةً أو التزاماً دينياً.