عاد أزيد من 20 مركب للصيد بكميات محدودة من أسماك "لانشوبة" والسردين، وذلك في أول رحلة صيد بعد فترة الراحة البيولوجية. وفي الوقت الذي كان المهنيون يأملون فيه أن تؤدي فترة التوقف إلى تعزيز المخزون السمكي، إلا أن النتائج جاءت مخيبة للآمال، الأمر الذي انعكس على أسعار السردين التي بقيت مستقرة في حدود 30 درهما للكيلوغرام الواحد. وأرجعت مصادر مهنية هذا النقص إلى انخفاض درجة حرارة مياه البحر إلى 14 درجة مئوية، وهو ما أثر سلبا على انتشار الأسماك السطحية الصغيرة، وفي مقدمتها السردين و"الأنشوبة". وأثار هذا الوضع قلق المهنيين والمستهلكين على حد سواء، خاصة أنه يأتي أيام قليلة بعد مواجهة مهنيي ميناء العيون للوضع نفسه إثر استئنافهم رحلات الصيد. وفي ظل هذا الوضع، يطالب المهنيون بفتح مصايد جديدة بشكل مؤقت لتعويض النقص الحاصل، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، محذرين من تداعيات استمرار الأزمة على سوق السمك والاقتصاد البحري. وفي تعليقه على هذا الموضوع، كشف محمد أبرغاز، مهني ونقابي بمدينة أكادير، أن مهنيي الصيد البحري "لا يزالون يمنون النفس بلمس إحدى إيجابيات الراحة البيولوجية المطبقة مؤخرا على صيد الأسماك السطحية، التي تظل في صدارة مقتنيات المغاربة". وأوضح أبرغاز أن الرحلات الصيد الأولى هي التي ستحدد ما إن كانت التدابير المتخذة مؤخرا كفيلة بإعادة الروح إلى أعماق البحر أم لا، مبرزا أنه تبين خلال اليوم الأول أن الوضعية لم تتخل عن طابع الاستثناء، بعد أن تضررت الثروة السمكية بسبب الاستنزاف وإشكاليات المناخ. ولفت الفاعل ذاته إلى أن الموانئ المتواجدة بالمنطقة الرابطة بين أكاديروالعيون تتشوق لاستقبال كميات مهمة من المنتجات البحرية، بعد شهر ونصف من التوقف عن العمل، غير أن الأخبار الواردة من المراكب المُبحرة خلال اليوم الأول لم تكن على قدر التوقعات، ولم تتضح الوضعية بعد بشكل كامل. وشدد ذات المتحدث على أنه "حتى إن لم تكن المردودية واضحة خلال هذه الفترة، فإن عامل الوقت سيحدد مستواها مع مرور الأيام". وتضرر السوق المغربي على مدار الشهرين الماضيين من الإجراءات المتخذة سابقا، والتي قضت بالتوقف لمدة تتراوح بين شهر ونصف وشهرين عن اصطياد الأسماك السطحية بالسواحل الرابطة بين أكادير وبوجدور، إذ ارتفع سعر السردين بشكل كبير، باعتباره أحد أكثر الأسماك السطحية استهلاكا، مما نتج عنه اضطراب في عملية التوزيع ببعض المناطق. ويأتي هذا في الوقت الذي أنه لم يتم فيه السماح بعد للمهنيين باستئناف صيد الأسماك السطحية، وعلى رأسها السردين، بالمنطقة الممتدة من بوجدور إلى الداخلة، والتي كانت مشمولة هي الأخرى بقرار تطبيق الراحة البيولوجية إلى غاية متم شهر فبراير الجاري.