قدرت منظمة الأغذية والزراعة الفاو كلفة سوء التغذية على الصحة العامة والتنمية الاقتصادية ب 3٫5 ترليون دولار سنويا. كما واحدا من بين كل ثلاثة أشخاص على كوكب الأرض يعانون من شكل من أشكال سوء التغذية سواء كان نقص التغذية أو زيادة الوزن أو السمنة، فيما يعاني نحو 800 مليون شخص من الجوع المزمن، ما يعني أنهم غير قادرون على استهلاك المستوى الأدنى من أغذية الطاقة الضرورية للحفاظ على أسلوب حياة نشط. الإعلان عن هذه الأرقام كان خلال ندوة دولية رفيعة المستوى نظمتها منظمة الفاو ومنظمة الصحة العالمية في روما يومي فاتح وثاني دجنبر الجاري: وتباحثت الندوة سبل مواجهة التأثيرات السلبية المتزايدة لسوء التغذية على الصحة العامة والتنمية الاقتصادية. وفي كلمة افتتاح الندوة قال المدير العام لمنظمة الفاو جوزيه غرازيانو دا سيلفا «لا يوجد بلد في منأى عن المعاناة من هذه المشكلات التي تترتب عنها تكلفة إنسانية واجتماعية وبيئية واقتصادية كبيرة جدا». وتعهد غرازيانو دا سيلفا بأن تقدم منظمة الفاو الدعم لمساعدة الدول على «اعتماد نظم غذائية لمعالجة جميع مراحل سلسلة الغذاء من الإنتاج إلى المعالجة والتسويق والاستهلاك». وحسب الخبراء فإن سوء التغذية لا يعني فقط الافتقار إلى تناول السعرات الحرارية الكافية، بل يشمل أيضا نقص المغذيات الدقيقة، وزيادة الوزن والسمنة. فالأنظمة الغذائية الضعيفة مرتبطة بمجموعة من المشاكل الصحية ويمكن أن تطيل عمر الفقر وتعيق التنمية الاقتصادية. يشار إلى أن أكثر من ملياري شخص على وجه الكرة الأرضية يعانون من نقص المغذيات الدقيقة التي تؤثر على الصحة، كما أن نحو 150 مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من التقزم بسبب ضعف النمط الغذائي. وفي الوقت ذاته فإن 1.9 مليار شخص يعانون الآن من زيادة الوزن، ويصنف 600 مليون منهم على أنهم يعانون من السمنة.