انها سابقة في تاريخ تجربة الجهوية بالمملكة, أن تعتلي سيدة رئاسة احدى أكبر الجهات الاثني عشر, وأن تنتزع الاجماع في سباق دخله غريمين سياسيين هما الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية قبل أن يختار منافسها سعيد خيرون الانسحاب في الوقت الميت. اجماع كل مستشاري جهة طنجةتطوانالحسيمة حول شخص الصحافية فاطمة الحساني ابنة سيدي بوصبر قبيلة سطة اقليموزان, بل ومنحها أصوات الجهة وهي 63 صوتا من الحاضرين سيمكن ابنة وزان التي من تدويب الخلافات داخل مجلس كان يعتقد الكثيرون أنه سيتحول الى حلبة صراعات بين الغريمين المصباح والجرار. منح الفرصة للعنصر النسوي لرئاسة الجهة يعد سابقة تعبد الطريق لكل المغربيات لتحمل المسؤوليات السياسية الكبرى بعيدا عن العقلية الذكورية السائدة, خاصة أنها تلقى كل الدعم حتى من الخصوم لأنها كما يقال بالدارجة المغربية "إمرأة مافكرشها عجينة ." رغم بعض الأصوات المعارضة داخل حزبها, لكنها نالت ثقة القيادة السياسية للجرار الذي لا يزال يعيش على ايقاع خلافات حادة بين تيار المستقبل وأنصار حكيم بنشماس الامين العام للحزب, وبذلك شكل تأييدها لرئاسة جهة الشمال مبادرة يراهن عليها لمصالحة شاملة بين التيارات المتصارعة داخل الأصالة والمعاصرة. مقربون من الرئيسة الجديدة لجهة الشمال خلفا لالياس العماري المثير للجدل يعرفون قوة اصراها وعزيمتها, فحتى عنددما خدلتها مؤسسة صحافية قضت بها أزيد من ثلاثين, فانهالا رفضت مغادرتها بعد اتهامها بارتكاب "خطأ مهني جسيم", وهي تصر دوما أنه مجرد انتقام من نشاطها النقابي كنائبة سابقة لرئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية. أنصفها القضاء الاداري وأعاد لها الاعتبار شهر نونبر 2016 بإصدار حكم استئنافي يقضي بتعويضها عن الطرد التعسفي الذي تعرضت له. لكن ترفض تسلم التعويض مطالبة بارجاعها الى عملها الذي طردت منه تعسفا. فقد عبرت الحساني النقابية عن دفاع مستميت عن قضايا الصحافة والصحافيين داخل النقابة الوطنية للصحافة المغربية, تماما كما دافعت الحساني السياسية عن مطالب أبناء جماعة سيدي بوصبر اقليموزان التي نالت بها أصوات ساكتها في الانتخاباتت الجماعية . وقد قالت عنها زميلتها صباح بنداود ان "فاطمة الحساني ذات المسار الدراسي اللامع في ردهات كلية الحقوق محمد الخامس بالرباط , استطاعت بصبر حقيقي أن تتجاوز محنتها المهنية . وبعد مسار سياسي اختارته أن يكون قريبا من مطالب ساكنة وزان تعود معها السياسة إلى طريقها الحقيقي المبني على أخلاق عالية ونظافة فكرية وإيمان كبير بأن التغيير ممكن لكن يجب أن يكون بسواعد حقيقية لا يشغلها تفاهة الحياة أو الاغتناء السريع". موازاة مع ذلك, كانت الصحافية ترسم مسارا سياسيا بعيدا عن أضواء العاصمة الادارية وصراعات العمل النقابي, واختارت ركوب التراكتور لتنتخب كمستشارة بجماعة سيدي بوصبر، وبقدر تمسكها بعدم انهاء رحلتها مع مهنة أفنت فيها سنوات طويلة من عمرها، فانها تصر على مواصلة مسارها السياسي منذ أن رشحت على رأس لائحة النساء في انتخابات مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة باسم حزب الأصالة والمعاصرة، وهو ما أهلها لتكون كاتبة المجلس السابق, قبل تمتطي صهوة الرئاسة باجماع الحلفاء والخصوم.
