و أنت تتجول هذه الأيام(أيام الربيع) في السوق القروي لإغيل نومكون الذي ينعقد كل يوم سبت,تسترعي انتباهك أكوام من نبتة تعرض للبيع أو الشراء جنبا إلى جنب مع الورد الذي تشتهر به المنطقة و البيض البلدي و اللوز و التين المجفف و ما تنبته أرض إمكون من فومها و عدسها... حافلات صغيرة "Transit "تستقبل البائعين الذين يتكونون في الغالب من الأطفال و النساء الراغبين في بيع ما جمعوه من ثروة !. فمن هذه الثروات الطبيعية التي حبا بها الله هذه المنطقة نبتاتها الطبية و العطرية التي يجهل الكثير من أسرارها و فوائدها,و التي من بينها تلك العشبة المسماة "هراس الحجر" أو "Tuga n Tyzzal" أي نبتة الكلى,التي تفترش مناطق إمكون رفقة أخواتها المتوحشة من شيح و زعتر بري و نعناعيات جبلية(تيمدجة,فليو...). *الاسم العلمي و العائلة هراس الحجر أو"Tuga n Tyzzal " و تسمى في بعض مناطق تونس "كسار الحجر" اسمها العلمي بالإنجليزية حسب موسوعة ويكبيديا هو Herniaria hirsutaمن عائلة القرنفليات. هي نبتة صغيرة تفترش الأرض,حيث لا تنمو نحو الأعلى إنما تتوسع نحو الأطراف,سيقانها رقيقة و "أوراقها"عبارة عن حبيبات صغيرة متقابلة فيما يشبه عناقيد. تنتشر بكثرة في شهري أبريل و ماي و يقدمها موقع ويكبيبديا في صيغته الإنجليزية على أنها عشبة تستوطن شمال إفريقيا و أوراسيا و بعض مناطق أمريكا الشمالية. *هراس الحجر رزق للمكونيين لم يكن أهل إغيل نومكون رغم فطرتهم الجبلية التي تمكنهم من الاحتكاك بالطبيعة و استعياب الكثير من أسرارها يعرفون هذه النبتة و لا فوائدها,حتى جاء أحد العشابة من "أزغار" الذي ساقته الأقدار إلى المنطقة ليكتشف هذه الثروة و يخبرهم عن اسمها و فوائدها و استعمالاتها(تقول الرواية الشفوية),لينطلق بعدها السكان في البحث عنها و المتاجرة فيها. يترواح ثمن "الكيلوغرام الواحد من هراس الحجر بين 5 دراهم إلى 15 درهما عندما تكون النبتة خضراء,في حين يصل ثمن اليابس منها إلى 30 درهما نظرا لأن وزنها يخف,و تجدر الإشارة إلى أن الثمن ليس ثابتا بل يتيغير حسب المواسم,حيث يرتفع الثمن كلما عم الجفاف و قل "المحصول" الذي يتوجه بأغلبه نحو المدن الكبرى كالدار البيضاء و مراكش و فاس و مكناس(أزغار) و العكس بالعكس,أي أن الثمن ينخفض كلما ارتفع "الإنتاج"(ثمن الكيلوغرام الأخضر في سوق السبت ليوم 02/05/2015 بلغ 8 دراهم و 30 درهما لليابس). *هراس الحجر فيه شفاء للناس كما قلنا سلفا ليس أهل مكون هم من اكتشفوا هذه النبتة,لذا كان من الطبيعي ألا يكونوا هم من أطلقوا عليها هذا الاسم,بل العشابة الذين يأتون من المناطق الأخرى لشرائها. و يظهر من خلال تسميتها أن هذه النبتة لها فوائد جمة في تفتيت حصى الكلى,و هو الأمر الذي أكده لنا عدد ممن التقينا بهم و نحن نهم بشرائها في سوق أيت حمد الأسبوعي بإغيل نومكون,فبينما كنا نتناقش مع البائع عن فوائدها و طريقة استعمالها و الذي لم يكن بالمناسبة يعرف عنها الكثير تدخل أحد الشباب المجربين قائلا"إنها فعالة لا ريب في ذلك,فقد كنت أعاني من ألم في كليتي و ظهري و مع مداومة استعمال هراس الحجر,زال الألم و أصبحت أحس بالراحة" أما واحد من المحلقين فقال " أنا أيضا استعملتها لقد اكتشفت خلال فترة الاستعمال وجود أوساخ في بولي لكنه مع مرور الوقت بدأ يصفو,أشجعكم على استعمالها". و يذهب موقع ويكيبيديا في طبعته الإنجليزية في نفس الاتجاه,إذ يقدم هراس الحجر على أنه يستعمل في المغرب كعلاج عشبي لحصى الكلى Herbal remedy for kidney stones كما يمنع ترسب بلورات الكالسيوم في الكلى. و من فوائده أيضا أنه مدر للبول و مسكن لأوجاع المثانة و المجاري البولية. *طرق الاستعمال حسب ما استقيناه من آراء في سوق إغيل نومكون فهناك طريقتان للاستعمال: يغسل جيدا لإزالة الأتربة و الأوساخ العالقة و يغلى في الماء إما يابسا أو نيئا,ثم يصفى و يشرب على الريق مع الحرص على عدم الإكثار منه تفاديا لآثار جانبية غير مرغوب فيها. أما الطريقة الأخرى فييبس و يطحن ثم يتبل به كما يمكن استعماله مع أعشاب و توابل أخرى كالزعفران و الكامون...
