أثار استقبال الجارة الإيبيرية للمدعو "ابراهيم الغالي"، الزعيم المفترض لجبهة "البوليساريو" الإنفصالية، خلافا حادا بين المملكتين المغربية والإسبانية. ففي الوقت الذي تذرعت فيه إسبانيا بدوافع إنسانية، لم يتوانى المغرب في الرد بقوة وحكمة عليها، معتبرا دخول زعيم الكيان الوهمي إلى أراضيها تقويضا لاستراتيجية التعاون التي تجمع البلدين، وضربا للأعراف الديبلوماسية وتحديا للقانون الدولي. ففي ال18 من شهر أبريل الماضي، حط "غالي" الرحال بالأراضي الإسبانية على متن طائرة جزائرية، ليلتحق بإحدى مستشفياتها. ووفق ما تسرب من معلومات، فالمسمى "ابراهيم غالي" يرافقه طبيب جزائري يشرف على حالته الصحية بشكل مباشر. وبعد افتضاح الأمر، وخروج معلومات للعلن تفيد وتؤكد تواجد زعيم العصابة بإسبانيا تحت إسم "محمد طرطوش" المزور، وبعد أخذ ورد انتقلت الشرطة الاسبانية الى المستشفى حيث يتواجد "ابراهيم غالي" ، بناء على أمر قضائي ، لسببين أولهما التأكد من هوية المعني بالأمر ، وبأنه ابراهيم غالي ، ثم تسليمه الاستدعاء بعد التأكد . وبعد التأكد من أنه زعيم البوليساريو المطلوب في شكاوى أمام القضاء ، وبعد التشاور مع الطاقم الطبي ، وتبين تعذر تسليمه الاستدعاء بشكل مباشر، طلبت الشرطة من المستشفى تقديم معطيات دقيقة عن حالة المعني ، لتضمينها في تقرير للشرطة يرفع الى القاضي الاسباني، حسب ما أورد "فورساتين". وبالفعل تسلم القاضي تقرير الشرطة ، وبعد الاطلاع على الوضع الصحي للمعني ، قرر القاضي استدعاءه بتاريخ فاتح يونيو باعتبار وضعه الصحي ، ولإعطائه الوقت الكافي بناء على رأي الأطباء للنقاهة والعلاج الضروري، مع الإشارة إلى إمكانية تغيير أو تأجيل الأجل القانوني للإستدعاء، بناء على الحالة الصحية للمتهم. كما أمر القاضي الإسباني المكلف، وزارة الداخلية، بالتحقق من معلومات "غالي" ومتهمين آخرين، وهل يحملون وثائق إسبانية. وأخبرت الشرطة الإسبانية القاضي المختص، أن غالي غادر غرفة العناية المركزة، لكن علاجه لا زال يحتاج إلى ربطه بأجهزة التنفس، مع الإشارة إلى احتمال إصابة المتهم بأمراض أخرى مزمنة إلى جانب كوفيد19.
