ريم بنداود “سناء” فتاة تبلغ من العمر 17 ربيعا، واحدة من مئات النساء اللواتي تعرضن للإغتصاب، وهن في عمر الزهور، تعرفت على شاب أوهمها بالزواج لتستيقظ على كابوس مريب..حمل غير مرغوب فيه؛ ووسط عائلي رافض لتقبل هذا الخطأ، ومرارة نظرة دونية من المجتمع. عشق وهمي بعد خيبة أمل “سناء” في “حبيب” انتظرت منه مساندتها بعد أن تكللت علاقتهما غير الشرعية بحمل، وبعد رفضه الاعتراف بابنه، وإصراره على إجهاضه، إضطرت إلى إطلاع أسرتها الصغيرة على السر الأليم، بالرغم من إنكارها في البداية، الشيء الذي جر عليها ويلات والدها وإخوتها. بعد محاولة فاشلة في الانتحار، ومحاولات لإسقاط الجنين باءت بالفشل أيضا، استسلمت “سناء” للأمر الواقع ومواجهة واقعها مهما كانت التكلفة . هربت “سناء” وهي يتيمة الأم، من بيت أسرتها وكلها أمل أن تنتهي معاناتها بالزواج واعتراف الشاب الذي وثقت فيه بما تحمله في أحشائها، إلا أنها وبعد شهر من العيش معه في مسكنه بمدينة تيسة، وبعد وعود يومية بأنه سيصلح هذا الخطأ، تفاجأت بحضور والدها، فيما تنصل الشاب من المسؤولية مؤكدا أن مافي أحشائها ليس منه، لتعود إلى بيتها مرغمة بحثا عن الاستقرار، لكن لا شيء تغير غير مواجهة جحيم العائلة. معاناة مزدوجة تحاول “سناء ” وهي تحكي قصتها الأليمة مغالبة دموعها، إلا أن الحزن باد على محياها وهي تتذكر أشهرا من التعذيب اللفظي والجسدي..حيث تعرضت للضرب من طرف والدها وإخوتها، ناهيك عن السب والشتم بكلام جارح. وبعد أن فقدت كل أمل في تقبل أسرتها لوضعها، لم تجد “سناء” من ملجإ قد يحميها من جبروت أب وإخوة، وجنين ينمو في ظل كل هذه العتمة إلا جمعية قافلة النور والصداقة للتنمية الاجتماعية. تواصلت “سناء” مع سعيدة زويشي، المساعدة الاجتماعية بالجمعية، أو ما تحب أن تسميها “خالتي سعيدة”. كشفت لها كل تفاصيل قصتها الموجعة؛ فكانت سندا لها عوض أسرتها، منحتها القوة والأمل في غد مشرق، بداية من إقناع والدها بتقبل هذا الواقع رغم مرارته والوقوف مع فلذة كبده، ونهاية بمتابعة مسطرة اعتقال المغتصب بعد التواصل مع النيابة العامة، وباقي الإجراءات القانونية، تم التكفل بكل حاجياتها وحاجيات الطفل الذي تحمله في أحشائها من تطبيب طيلة أشعر الحمل، والولادة ونهاية بمساعدتها على تسجيله بالحالة المدنية لكي لا يضيع في زحمة اللاإنسانية وعدم التفهم. وبنبرة حزينة كانت أمنية “سناء” أن يتربى إبنها الذي قررت الاحتفاظ به رغم كل هذه الصعوبات بعيدا عن بيت أسرتها. .قالت بصوت مخنوق منتحب: “..يلا بقا ولدي معهم غادي يعقدوه وأمنيتي أن يتربى بعيدا عنهم”. أمل بعد عتمة كخلية نحل، تعمل سعيدة زويشي، المساعدة الاجتماعية بالجمعية ذاتها صحبة نساء، وشباب، لخدمة مواطنين لا حول لهم ولا قوة، نساء وقاصرات مغتصبات، نساء معنفات، مرضى محتاجين للدواء…. في حديثها مع “العمق” أكدت زويشي على أن أغلب النساء ضحايا الاغتصاب قاصرات، مشددة على أن أغلب الحالات التي لجأت للجمعية طلبا للمساعدة والحماية، صغيرات في سن المراهقة، كن ضحايا وعود كاذبة بعد لقاءات عابرة إنتهت بابتلاع طعم عشق وهمي للسقوط في المصيدة. وأضافت أن جمعية قافلة النور والصداقة للتنمية الاجتماعية تقدم عددا من المساعدات لهذه الفئة من المجتمع من أجل مساندتهن في محنتهن، من خلال ترافع محاميي الجمعية من أجل الحصول على حقوقهن القانونية ومتابعة مقترفي جريمة الاغتصاب في حقهن، بالإضافة إلى متابعتهن الطبية من علاج وتحاليل وأدوية …تم مساعدتهن على التكوين في تخصصات متنوعة للحصول على “ديبلوم” يستطيعون من خلاله الدخول لسوق الشغل لتحقيق استقلالهم المادي. تبوث النسب لا تذخر نجوى لحلو، المحامية بهيئة فاس، جهدا لمساعدة المحتاجين الذين يلجؤون إلى جمعية قافلة النور طلبا للمساعدة القانونية. عبرت لحلو عن أسفها لتعرض شابات في مقتبل العمر للاغتصاب، مبرزة في حديث مع “العمق” أن ما يزيد المشكل تعقيدا وجود حمل تم جنين لا ذنب له. أوضحت “لحلو” أن ثبوت النسب بالنسبة لهذه الحالات صار صعبا، بل حتى في حالات وجود إقرار بالبنوة لا يتمكن الدفاع من الحصول على تبوث نسب الأبناء من علاقات غير شرعية. وزادت المتحدثة ذاتها أن المسطرة الممكنة في الوقت الحالي هو التسجيل في الحالة المدنية، وهو ما تلجأ إليه ليجد الطفل ووالدته وثيقة تبوثية تساعدهما في المستقبل. “لحلو” التي تطوعت لخدمة عشرات النساء التي تلجأن يوميا إلى الجمعية طلبا للإنصاف، تعمل على منح هذه الفئة الأمل في حياة أفضل بتقديم مخرجات أو حلول قانونية لمشاكلهن، والشروع في الدفاع عنهن بحثا عن الإنصاف. تعتيم رسمي وتثير قضية الأمهات العازبات النقاش بين الفينة الأخرى، دون الحسم في حل لمعالجة هذه المعظلة، أمام التعتيم الرسمي على عدد النساء العازبات، وفي ظل عدم الكشف عن نسبة الأطفال المتخلى عنهم في القمامات. وفي هذا السياق، سبق ل عائشة الشنا، رئيسة “جمعية التضامن النسوي”، أن كشفت في مقابلة لها مع صحيفة "mujerhoy" الإسبانية أن عدد الأطفال المتخلى عنهم بشكل سنوي بلغ 50 ألف طفل، وأنه يوجد في المتوسط 24 طفلاً يُرمى بهم كل يوم في القمامة. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة