نظريا الرباط في وضع مريح لكن احتمال المفاجآت وارد * العلم: وكالات تنعقد اليوم الأربعاء، بمدينة ستراسبورغ بفرنسا، جلسة علنية حاسمة للبرلمان الأوربي من أجل التصويت على اتفاقية الصيد البحري مع المغرب، واضعة بذلك حدا فاصلا لمعركة دبلوماسية ضارية واجهت طيلة سنة كاملة المغرب واللوبي الإنفصالي الذي بذل جهودا مضنية من أجل إفشال الاتفاق. وفيما يشكل دفعة معنوية محفزة للرباط, وقع المغرب والاتحاد الأوروبي أول أمس الإثنين في العاصمة البلجيكية بروكسل اتفاقا جديدا للصيد البحري، يشمل سواحل الصحراء المغربية. ويحدد الاتفاق الجديد الذي تم التوقيع عليه بالأحرف الاولى شهر يوليوز الماضي على الخصوص مناطق الصيد وشروط ولوج الأسطول الأوروبي، مع الرفع من المقابل المالي الذي سينتقل بمعدل سنوي من 40 إلى 2٫52 مليون أورو (زائد 30 في المائة )كما ينص أيضا على المقتضيات الرامية إلى تثمين الانعكاسات والمنافع بالنسبة للساكنة المحلية بالمناطق المعنية. وكانت مجموعة من أعضاء البرلمان الأوربي قد طالبوا في محاولة لإفشال خطوة المصادقة على الإتفاق الذي يحترم الوحدة الترابية للمملكة, قد طالبوا الأسبوع الماضي بإحالة نص الاتفاقية على محكمة العدل الأوروبية وأخد رأيها القانوني فيه وذلك بعد أن فشلت جبهة البوليساريو في الحصول على تبني برو كسيل لمطلبها بتعليق اجراءات التصويت على الاتفاقية. وكانت لجنة التجارة الدولية ببرلمان بروكسيل قد صادقت على الاتفاق، بناء على تقرير أعدته المقررة السابقة للجنة التجارة الفرنسية باتريسيا لالوند، والذي جاء تتويجا لزيارة قادتها على رأس وفد برلماني أوروبي إلى كل من جهتي العيون والداخلة. ودافعت المفوضية الأوروبية باستماتة أيضا أمام اللجنة البرلمانية الخاصة بالصيد البحري، عن موقفها المؤيد لتوقيع الاتفاق الجديد مع المغرب، مؤكدة أن الصحراويين يستفيدون من الاتفاقية. وبالرغم من الضغط القوي الذي تقوم به مدريد لتسريع وتيسير مراحل المصادقة على اتفاق الصيد البحري المحين مع المغرب بمختلف مؤسسات الاتحاد الأوربي إلا أن جلسة التصويت عليه مفتوحة على كل الاحتمالات وستكون ساخنة بالنظر إلى أن العديد من نواب اليسار والخضر بالمجموعات النيابية الأوربية المقربة من اللوبي الانفصالي ومن بينهم نواب حزب بوديموس وحزب اليسار المتحد ستعارض بشراسة نص الاتفاق بغض النظر عن كون حجمها وكتلتها لا تؤثر بشكل كبير في نوايا التصويت التي تتجه عموما بفعل دعم الكتل النيابية التقليدية إلى منح الضوء الأخضر للمشروع.