مازالت جمعية التآزر لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بسطات تسعى جاهدة من أجل ملامسة حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة من خلال تنظيم ندوات في هذا الشأن الهدف منها التعريف بحقوق هذه الفئة بغية تغيير نظرة المجتمع الاحساني تجاهها ومساعدتها على إخراج الطاقة الموجودة بداخلها وبالتالي مساهمتها في التنمية المنشودة للبلاد والعباد. وفي هذا الإطار نظمت الجمعية المذكورة بشراكة مع وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية ووكالة التنمية الاجتماعية ندوة افتتاحية التي تدخل في خانة مشروع رعاية وذلك يوم الأربعاء الماضي بالمركز الثقافي بسطات.
الندوة التي اختار لها المنظمين شعار: “حول إذكاء الوعي بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة ” افتتحت بكلمة ترحيبية ألقاها رشيد معاش رئيس الجمعية والذي قدم من خلالها نبذة عن مشروع رعاية وحضرها مجموعة من الأساتذة الأجلاء الذين قدموا عروضا قيمة تمحورت حول جمعيات المجتمع المدني أية أدوار في الفعل المدني للأستاذ المصطفى الهيبة ،وموضوع تأمين الاندماج المجتمعي لذوي الاحتياجات الخاصة للطالبة الباحثة شيماء غنيم والتعريف بدور الوكالة الاجتماعية للأستاذ رشيد العنبري كما حضر هذه الندوة يونس الزهراوي كمسير ومنشط للقاء ومجموعة من الفعاليات الجمعوية والكشفية وبعض المنتخبين.
هذا وبعد الاستماع الى مداخلات الأساتذة الأجلاء فتح باب المناقشة التي كانت غنية وأثرت النقاش الدائر بهذه الندوة التي اختتمت بتقديم عدد من التوصيات التي جاءت كالتالي:
1 اعتماد الدولة حزمة أساسية من الحوالات و الحقوق الاجتماعية : النقدية والعينية التي تهدف إلى توفير الحد الأدنى من الدخل و المعيشة لذويهم و تيسير الطلب على السلع والخدمات الاجتماعية و لاسيما بالعالم القروي عبر الرفع من مستوى البنية التحتية التي تستقبلهم
-2 – توفير المستوى الأساسي من العرض للسلع و الخدمات الاجتماعية كالصحة و التعليم و الأمن الغذائي و غيرها من الخدمات الاجتماعية : التشغيل و التدريب المهني- الرفاه الاجتماعي- الرعاية الصحية- التعليم و التعليم العالي
-3- السعي للموازنة نحو الإنفاق التكاملي بين الجهات القائمة على الحماية الاجتماعية لهذه الفئات وتخصيص مبالغ للبرامج و المشاريع المشتركة بين هذه الجهات خاصة وقد تم إحداث صندوق التضامن بين الجهات
-4- تنويع تخصصات شعبة المساعدة الاجتماعية بسلك التكوين المهني بتنوع الحاجيات الخاصة لهذه الفئة موضوع الدراسة
-5- تخصيص فضاءات صحية وتعليمية و أخرى للترفيه خاصة بذوي الاحتياجات الخاصية في مرحلة عمرية معينة ثم إدماجهم في المدارس العمومية العادية و موافاتهم بخدمات المساعدة الاجتماعية لتكريس الاندماج الاجتماعي بدل الحماية الدائمة التي ستكرس للعزلة الدائمة على اعتبار أن بطء النمو يؤدي لبطء التعليم الذي يمكن استدراكه بالمواكبة الاجتماعية و لا يؤدي لاستحالته
-6- استئصال التمييز الإيجابي كإلغاء “الكوطا” المخصصة لهم في الوظيفة العمومية وتمكينهم من اجتياز المباريات كغيرهم من المواطنين لتنمية شعورهم بأنهم لا يقلون كفاءة و قدرة عن الآخر
-7- إحداث السلطات العمومية للجنة خاصة بهيئات التشاور المنصوص عليها بالفصل 13 من الدستور تعنى بالتواصل و التنسيق مع هيئات المجتمع المدني المهتمة بهذه الفئات
جمعية التآزر لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة تلامس حقوق ومطالب الأشخاص في وضعية إعاقة
-8- استصدار مجموعة من القوانين المذيلة بجزاءات تأديبية في حق كل من يعامل هذه الفئة معاملة تمس بكرامتهم على اعتبار أن أي قاعدة غير مذيلة بجزاء هي و العدم سواء
-9– إحداث لجنة تتكون من السلطات العمومية و المنتخبين المحليين و الإقليميين تمارس داخل دائرتها الترابية دور الرقابة على حسن استقبال و التعامل مع هذه الفئة
– 10- تسهيل الولوجية فيما يخص الخدمات العمومية بالإدارات العمومية كأن تحدث بهذه الأخيرة شبابيك وممرات خاصة لهذه الفئات
-11- تخصيص مقاعد بوسائل النقل تلبي قدرات وضع ذوي الاحتياجات الخاصة و تضمن أمنهم
-12- وضع إشارات تنبيهية سمعية و بصرية فيما يخص إشارات المرور
-13- تمكينهم من العمل بما يتلاءم قدراتهم، فالإعاقة لا تعد كابحا للعطاء و لنا في كل من توماس أديسون وطه حسين عميد الأدب العربي وما تركه كل منهما للبشرية من إنتاجات علمية وأدبية خير و أفضل مثال
-14- تشجيع ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يسعون لتنمية قدراتهم ، كالشاب “إشن الحسين” الذي مثل المعاقين في مؤتمر السياحة بالعاصمة البلجيكية ببروكسيل و هو واحد من هذه الفئة- 15 – ضرورة الإيمان بأن الحماية الاجتماعية تشكل عاملا إنتاجيا قويا ما يستوجب من المنتخبين الرفع من ميزانية القطاعات الاجتماعية و من السلطات العمومية توسيع قاعدة المستفيدين من ميزانية صندوق التماسك الاجتماعي وأخيرا العمل على التقائية السياسات العمومية خاصة في مجالي الصحة و التعليم و الشغل لفائدة هذه الفئة.
إن الجمعية المنظمة التي سطرت في برنامجها السنوي تنظيم عدة ندوات أخرى مستقبلية وقوافل تحسيسية بالمؤسسات التربوية في إطار مشروع رعاية أكيد ستدق الباب أمام الأساتذة الباحثين والمهتمين والفعاليات الجمعوية التي تنشط في هذا الشأن من أجل إغناء النقاش والتعريف بحقوق ومطالب وتطلعات ذوي الاحتياجات الخاصة الذين مازالوا يعانون في صمت نتمنى أن يجدوا ضالتهم عند من بيدهم الأمر فهل من منقذ؟