لا يسع الزائر لحديقة الأميرة لالة أمينة (المعروفة بالجيدو) بمدينة تاوريرت إلا أن يندهش بل يتقزز لظاهرة الإهمال والتهميش التي طالت أول حديقة بوسط المدينة، التي كانت تمثل بحق إحدى الرئات التي يتنفس منها وسط المدينة، فهي التي كانت تتوفر على نافورة مائية ومقاعد تستهوي للجلوس، كما كانت تجتذب إليها في عهد مسيرها عبد القادر البلغيتي تلاميذ البكالوريا لمراجعة دروسهم ولأخذ دروس الدعم التي كان يقدمها بعض اساتذة ثانوية الفتح التأهيلية اليهم في العديد من المواد العلمية والأدبية سواء داخل قاعات المقهى أو تحت ظلال الأشجار الوارفة الظلال، ورغم انها كانت تغص في فصل الصيف بالزائرين، كما كانت تعتبر محطة أساسية لاستراحة المسافرين. كما لا ننسى (أيضا) السهرات الفنية والمسابقات الثقافية التي كانت تقام خلال أشهر رمضان بفضائها وتحت أشجارها الشامخة، وكان عدد الزوار يصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 400 زائر في اليوم الواحد، كما كان يقصدها البعض ليرتاحوا من التعب، أو لانتظار حافلات نقل المسافرين، علما أن المحطة تحولت الى محطة للطاكسيات الكبيرة...
ولم يدر بخلد أبناء تاوريرت يوما أن تتحول حديقة الأميرة لالة أمينة إلى هذه الحالة السيئة ويتساءلون عن الأسباب الكامنة وراء هذا التخريب، وهذا الإهمال، وهذا النسيان..