الانسياق وراء عولمة القيم الجارفة تجرد الفرد من "تمغربيت" نظم المجلس الوطني للصحافة ندوة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، من أجل تسليط الضوء على صورة المرأة في الإعلام المغربي لتعزيز الوعي حول قضاياها وتحفيز المجتمع على تحقيق المساواة واحترام حقوق النساء.وشهدت هذه الندوة، حضور ثلة من الشخصيات البارزة في الإعلام المغربي والأكاديميين من أجل مناقشة تمثيل المرأة في وسائل الإعلام، وتسليط الضوء على التحديات والفرص المتاحة لتحسين هذا التمثيل واستكشاف هذه القضايا بشكل أعمق.
فالحديث عن صورة المرأة في الإعلام وما له من تأثير على الواقع السوسيوثقافي، يندرج في إثبات قيمة وقدرة المرأة المغربية المعترف بها على جميع المستويات في المغرب كما في دول العالم. هي مناسبة كذلك للتذكير بالتحولات الكبرى التي عرفها دور المرأة في عدة مجالات في بلادنا وخصوصا في الإعلام، الذي يشهد اليوم قصة نجاح باهرة تقلدت فيه المرأة مناصب عليا، وإذا كانت صورة المرأة المغربية في وسائل الإعلام تتأرجح منذ سنوات بين النمطية والمناسباتية، والأحكام المسبقة فإنه لا يمكن صرف النظر عن الإنجازات المتميزة التي حققتها في العديد من المستويات.
يصعب أن ننكر أيضا الأشواط التي قطعتها في السنوات الأخيرة في سبيل تجويد الحضور الكمي والنوعي، وصورتها في الخطاب الإعلامي ومحاربة التمثلات السلبية، التي يبلورها الإعلام، خصوصا بعد مدونة الأسرة لسنة 2004 ودستور سنة 2011. وعلى بعد أسابيع قليلة من المدونة الجديدة فإننا نأمل أيضا أن يتماشى تعديلها مع التطورات الثقافية لبلادنا وما أصبح يفرضه الواقع المغربي بما يتوافق مع حقوق المرأة والأسرة بأكملها.
وبالرجوع إلى موضوع صورة المرأة في الإعلام وانعكاساته على الواقع المغربي يمكننا اليوم أن نقول بدون أي تردد أن المرأة تحتل مكانة خاصة في نسيج المجتمع ولن تكون فقط حبيسة المطبخ أو ربة بيت أو خادمة أو ما يروج لها من الصور النمطية التي يسوقها بعض المواقع والجرائد للأسف.
المرأة اليوم قوية، ناجحة، لها كفاءات ذات قدرة عالية، تجمع بين العمل داخل وخارج سقف البيت، ما جعلها تواصل حصد المكتسبات، لما تقدمه من مساعدة في بناء مجتمع متوازن وعقلاني. فقد تأهلت المرأة وتحولت وتطورت من سيدة بيت إلى وزيرة، تغيرت أدوارها وأصبحنا في زمن تتولى فيه قيادة منظمات غير حكومية، واستطاعت أن تكسب مكانة مرموقة في المجتمع المدني وفي الفنون والثقافة.