كانت لحظات تكريم المخرجين المغربي عبد القادر لقطع والمصري داود عبد السيد من أقوى لحظات مهرجان تطوان السينمائي. وقد عبر "عبد القادر لقطع" في كلمة مقتضبة عن حبه لتطوان، معلنا أنه مدين للمهرجان بهذه الالتفاتة، حيث اعتبره مهرجانا سينمائيا ثقافيا بامتياز. وأشار صاحب " حب في الدارالبيضاء" إلى أن هذا التكريم سيكون بمثابة حافز له ليجدد في تجربته السينمائية حتى يكون قادرا على التعبير عن المتغيرات التي يعرفها المجتمع المغربي في الوقت الراهن. أما المخرج المصري داود عبد السيد، فقد أعلن عن ابتهاجه بحضوره في المهرجان، وامتنانه للجمهور السينمائي المغربي، متمنيا أن يكون الجمهور العربي كله مثل هدا الجمهور العاشق للسينما. وقدم صاحب " البحث عن سيد مرزوق"، و" أرض الخوف"، و" الكيت كات"، وغيرها من الأفلام فيلمه الجديد " رسائل البحر"، الذي قرر عرضه في افتتاح المهرجان، معتبرا أن " الفيلم دعوة إلى التفكير في القيم الإنسانية الجميلة والنبيلة والدفاع عنها لعل القيم تنفع المؤمنين بالإنسانية والتقدم". وتعرف هذه الدورة عرض11 فيلما ضمن المسابقة الرسمية للفيلم الطويل والقصير، التي يرأس لجنة تحكيمها المخرج الروسي إيغور ميناييف، وهي " الناموسية" أغوستي فيلا (إسبانيا)، و" وكوسموس" لريحا إردم ( تركيا)، و" الحيوات الأربع" ميجيل أنجلو ( إيطاليا- ألمانيا)، و" أنجيل وطوني" لأليك سدي لابورت" (ة فرنسا)، و" الناس الطيبون" لإفان دي ماتيو" ( إيطاليا)، و " الساحة" لدحمان أوزيد ( الجزائر)، و " بنتين من مصر" لمحمد أمين و " 678" لمحمد دياب ( مصر)، و " جناح لهوى" لعبد الحي العراقي و" الجامع" لداود أولاد السيد ( المغرب)،ثم أخيرا فيلم " دمشق مع حبي". كما تعرف هذه الدورة أيضا 17 فيلما قصيرا. ويترأس لجنة التحكيم الخاصة بالفيلم الوثائقي الكاتب والناقد السينمائي مصطفى المسناوي 12 فيلما قصيرا، حيث يسعى المنظمون إلى إعادة الاعتبار إليه، ويدل على ذلك، كما جاء في " يومية المهرجان"، الجوائز التي أصبحت تمنح له في كبرى المهرجانات الدولية. وباستثناء بعض الوجوه السينمائية المغربية كيونس ميكري والجيلالي فرحاتي وأحمد بولان، لم يلاحظ حضور لأسماء أخرى، فيما تعذر على بعض السينمائيين السوريين والمصريين والأوربيين الحضور، والذين تمت دعوتهم للمشاركة، إما بسبب أعمال سينمائية، أو بسبب ما تعرفه المنطقة من ثورات كما حال سوريا، ولم يحضر من مصر سوى الممثل محمد لطفي والمخرج داود عبد السيد، واختفت هذه السنة لغة النجومية من المهرجان التي كرسها منذ ملتقياته الأولى قبل أن يتحول إلى مهرجان سينمائي. وقد عرف اليوم الأول بسينما أبنيدا حيث تعرض أفلام المسابقة الرسمية للفيلم الطويل والقصير والوثائقي ،غيابا للجمهور، حيث لم يحضر الأفلام ، التي قدمها الكاتب خالد أقلعي وعضو غدارة المهرجان وجمعية أصدقاء السينما ، إلا عدد قليل محدود جدا من المتفرجين. وقد عزا أحمد حسني مدير المهرجان هدا الغياب سواء لدى السينمائيين أو المخرجين إلى الظروف التي تعرفها المنطقة العربية بسبب الثورات. ويذكر أن قلة حضور الأفلام من طرف الجمهور في القاعات السينمائية يعود بالدرجة الأولى إلى المقابلة الرياضية الكروية التي جمعت المغرب بالجزائر، فيما يذهب آخرون إلى القول إن التعريف إعلاميا، وإعلانيا في المدينة، كان عاملا أساسيا في هذا الغياب.