جاء هذا الكتاب القيم مستجيبا للظرفية الحرجة الحالية؛ حيث العالم المعولم أضحى متوقفا على التكتلات البشرية والاقتصادية والمعرفية لمواجهة التحديات التي اصبحت تفرضها القوانين الصارمة للعولمة. وفي هذا السياق، نقرأ داخل التقديم للأستاذ عبد الكريم غريب مايلي: «إذا كانت بداية الألفية الثالثة، قد ارتبطت بإيديولوجيا جديدة، ارتكزت في المقام الأول على عاملي الاقتصاد والاستثمار في الرأسمال البشري، فإن الباحث د. عياد عباس جلول، إزاء هذه الظاهرة الإشكال، قد ترصد ضمن دراسته هذه، لأهم عوامل الاندماج الاقتصادي العربي، باعتبار عامل الاقتصاد، أضحى يشكل في هذا العصر، أهم القضايا المحاذية، والتي تتحكم بشكل مباشر في مستقبل النمو والتطور الحقيقيين للدول العربية، وهي دراسة عملت جادة على التوفيق بين التحليل العلمي الموضوعي لأهم العوائق والكوابح، التي حالت دون تحقيق الاندماج الاقتصادي العربي، وبين السبل الموضوعية والنماذج الواقعية، التي يمكن اتباعها من أجل بناء مستقبل اقتصادي عربي متكامل من خلال عملية الاندماج الحقيقي، وفق متطلبات هذا المناخ الجديد الموسوم بالعولمة، المتأسسة على معايير الجودة والنجاعة وقيمه التنافسية ». تشكل هذا المؤلف من قسمين، تمحور القسم الأول حول تطورات جهود الاندماج الاقتصادي العربي؛ حيث عالج الفصل الأول منه، الإطار النظري والتطبيقي للاندماج الاقتصادي، في حين عمل الفصل الثاني من هذا القسم الأول، على تقييم عام لنتائج تجارب الاندماج الاقتصادي العربي. أما القسم الثاني من هذا المؤلف، فلقد أفرد لمسألة قيام منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وأحكام برنامجها التنفيذي؛ حيث خصص الفصل الأول لنظرة عامة لواقع ومقومات الاقتصادات العربية، بينما أفرد الفصل الثاني من هذا القسم لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى كمدخل أولي لإعادة بناء السوق العربية المشتركة. يقع الكتاب في سعة 312 صفحة من الحجم المتوسط، عن منشورات عالم التربية، مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء 2009.