المعانيد الشرقي لعالم اليوم الدولية استضاف مهرجان ربيع الفلسفة بفاس غداة سنة 2011 الذي تنظمه جمعية أصدقاء الفلسفة برئاسة المفكر المغربي وأستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط عزيز الحدادي، العديد من المفكرين والفلاسفة، وكان اللقاء مناسبة لمنح الفيلسوف الفرنسي المعاصر إدغار موران جائزة ابن رشد للفلسفة باعتبارها ابنة حوض البحر الأبيض المتوسط، إسوة بباقي المفكرين الذين تسلموا نظير هذه الجائزة بالرباط سنة 2012. حيث فُتحت نقاشات فكرية عميقة استحضر خلالها الحضور النبش في فكر الفيلسوف ابن رشد والاحتفاء به بشكل بعث على إحياء أفكاره بجدة وأصالة، لأجل نحث اسمه عبر حلقات رشدية نهجت أسلوب النقد الفلسفي أساساً لها لولوج عتبة الحداثة عبر بوابة الحرية. وإيماناً من جمعية أصدقاء الفلسفة بأن فكرة تأسيس معهد ابن رشد بات ضرورة وجودية وفلسفية، فإنها تعمل منذ ذلك الحين وقبله بسنوات وبجدية، على أن تجعل من فكرة تأسيس المعهد قضية واقعية وليست مجرد فكرة مجردة، لذلك وغيره، مُنحت جائزة ابن رشد لعديد المفكرين والفلاسفة باسم معهد ابن رشد. وقد أُشْرِكَ رأي الفيلسوف إدغار موران في صُلب فكرة التأسيس، عبر مشاورات عديد المفكرين، الشيء الذي أكد عليه الفيلسوف موران من خلال إلقاء كلمته التي بين من مضمونها أن ابن رشد يستحق من الجميع إحياء فكره المتنور عبر تخليذ اسمه في المغرب بغاية إحياء فلسفته التي استنار بها الانسان في مختلف الأقطار والجامعات العالمية. كما حضر المهرجان العديد من المفكرين والفلاسفة من المغرب وخارجه، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر؛ حسن حنفي، محمد المصباحي، محمد سبيلا، عبد السلام بنعبد العالي، سالم يفوت، خوان مارتوس، افان كالتشوف، جون فيراري ،بويج، مانويلا، عبد العزيز بومسهولي، محمد شويكة وغيرهم كثير لا يتسع المقام لذكرهم. وبعد قراءة العديد من الورقات الفلسفية وفتح نقاش مُستفيض، أجمع الحضور على أن يتم إنزال فكرة تأسيس معهد ابن رشد إلى حيز الواقع وبالإجماع بالمغرب، وقد تأسست لجنة تحضيرية لهذا الغرض يترأسها المفكر المغربي الأستاذ عزيز الحدادي الذي يشتغل على بلورة تصور فلسفي تنظيمي مُحكم الأهداف والتصورات. لقد كان من المفروض أن يكون معهد ابن رشد للأبحات الفلسفية والعلمية والسوسيولوجية قد تأسس وباشر أشغاله منذ مدة، لكن للأسف الشديد مع حلول جائحة كورونا وفرض حالة الطوارئ والحجر الصحي من الأسباب التي فرملت عملية التأسيس هذه، لكننا نعدكم، ونعد كل الغيورين على الفلسفة والفكر التنويري بصفة عامة، وتبعاً لحالات الإنفراج المقبلة، ستكون الظروف مواتية لمباشرة العمل التأسيسي الذي سيجعل من معهد ابن رشد حقيقة وجودية على أرض الواقع بالمغرب بعد اختيار مقره الرئيسي وتأسيس فروع تابعة له في باقي المدن المغربية الأخرى. نأمل أن يعم هذا الخبر الذي بات حقيقة مؤكدة في جل أرجاء المغرب، بأن نجعل من معهد ابن رشد عاصمة للفلسفة في حوض البحر الأبيض المتوسط، ومباشرة الأبحاث العلمية التي سيشارك فيها العديد من المفكرين عبر جغرافية العالم.