أعلن الملك محمد السادس، أمس الأحد، من خلال الرسالة التي وجهها لأعضاء الإتحاد الافريقي الملتئمين في القمة ال 27 للإتحاد المنعقدة في العاصمة الرواندية كيغالي، (أعلن) عن المكانة الجديدة للمغرب في القارة الإفريقية. و أشار الملك في معرض رسالته أن المغرب يعد اليوم أول مستثمر إفريقي في إفريقيا الغربية وثاني مستثمر في إفريقيا كلها. وقال: "إن الانخراط المكثف للفاعلين الاقتصاديين المغاربة، وحضورهم القوي في مجالات الأبناك والتأمين والنقل الجوي والاتصالات والسكن، يجعل من المغرب، في الوقت الحالي، أول مستثمر إفريقي في إفريقيا الغربية. وهو أيضا ثاني مستثمر في إفريقيا كلها. ولكن ليس لوقت طويل، لأنه عبر عن إرادته القوية في أن يكون الأول". و أضاف: "كما أن المغرب ينتمي لاثنين من ضمن ثماني تجمعات اقتصادية جهوية تابعة للاتحاد الإفريقي. ويتعلق الأمر باتحاد المغرب العربي، وتجمع دول الساحل والصحراء"، مشيرا أن "المغرب يحظى أيضا بصفة عضو ملاحظ لدى المجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا الغربية، ويتطلع لإقامة شراكة واعدة مع المجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا الوسطى. وبالإضافة إلى ذلك، فقد بادر سنة 2009، لتأسيس المؤتمر الوزاري للدول الإفريقية الأطلسية."
ويعد المكتب الشريف للفوسفاط أحد أكبر المستثمرين في القارة الإفريقية من خلال تواجده بعدة دول إفريقية على غرار الغابون وكوت ديفوار، كما تنشط شركة "إتصالات المغرب"، الفاعل الأول في مجال الاتصالات بالمغرب، في عدد من الدول الإفريقية على غرار موريتانيا، السنغال، الغابون، مالي .. وبالإضافة إلى قطاع الفوسفاط و الاتصالات تتواجد عدة أبناك مغربية بقوة في القارة السمراء على غرار "التجاري وفا بنك" و "البنك الشعبي" و "البنك المغربي للتجارة الخارجية"، ونفس الشيء بالنسبة لقطاع التأمينات و النقل الجوي. كما تنشط عدد من الشركات المغربية في مجال العقار في عدد من الدول الإفريقية، على غرار مجموعة "الضحى" التي تتواجد بقوة بكل من كوت ديفوار و الغابون ودول إفريقية أخرى.. وسبق للملك محمد السادس أن أطلق خلال السنوات الأربع الماضية عددا من المشاريع الاستثمارية الضخمة بالقارة الافريقية تهم القطاعين العام و الخاص. وأصبح المغرب يتفوق من حيث الاستثمار على مجموعة من الدول التقليدية المتحكمة في القارة السمراء على غرار فرنسا التي مازال اقتصادها نافذا في مجموعة من مستعمراتها السابقة.