تم مساء اليوم الأربعاء ببروكسيل، افتتاح المعرض المتنقل "بلجيكا بلادي.. قصة بلجيكية-مغربية"، وذلك من أجل الاحتفاء بالتنوع والتعددية الثقافية ومساهمة الجالية المغربية في المجتمع البلجيكي. ويندرج هذا المعرض، المنظم من طرف جامعة بروكسيل الحرة بشراكة مع مدينة بروكسيل، في إطار إحياء الذكرى الستين لتوقيع الاتفاقيات الثنائية بين بلجيكا والمغرب بشأن هجرة اليد العاملة. وينظم هذا الحدث، الذي افتتح بحضور سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، ورئيس بلدية مدينة بروكسيل، فيليب كلوز، إلى جانب عدد من الشخصيات المنتمية للأوساط السياسية، الثقافية والأكاديمية، إلى غاية 27 يوليوز 2024، في فضاءات عمومية مختلفة وسط العاصمة البلجيكية، مما يوفر رحلة غامرة متاحة للجميع. وبحسب المنظمين، يتخلل هذا المسار تجهيزات توظف التأثيث الحضري وتستعيد "تجربة الهجرة المغربية إلى بلجيكا، منذ قدوم العمال المغاربة الأوائل في الستينيات إلى البناء المشترك الحالي لمجتمع تعددي ومتنوع الثقافات". ويسلط المعرض الضوء على شهادات عدة أجيال تنحدر من الهجرة المغربية، معززة بالأرشيفات، الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو. كما يقدم الخبراء توضيحاتهم حول مختلف المواضيع التي يتم تناولها. ومن خلال "بلجيكا بلادي"، تؤكد جامعة بروكسيل الحرة أنها تتوخى "المساهمة بنشاط في تبديد الصور النمطية ومكافحة الأحكام المسبقة المرتبطة بالهجرة"، مع إبراز "غنى الثقافة البلجيكية التعددية، المنبثقة من انصهار الثقافات ومساهمات مختلف الجاليات". وتشير إلى أن "بلجيكا بلادي" تشكل دعوة لاكتشاف التاريخ والثقافة البلجيكية-المغربية، وأيضا فرصة للتلاقي بين مختلف الجاليات في بروكسيل، بروح من الحوار والتفاهم المتبادل. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح أحمد مدهون، المندوب العام للمعرض ومدير قسم خدمات المجتمع بجامعة بروكسيل الحرة، أن هذا المعرض الذي سيقام في أماكن رمزية وسط بروكسيل، يحتفي بالذاكرة والثقافة وبإرث عدة أجيال من البلجيكيين المغاربة، منذ الثلاثينيات وحتى اليوم. وأكد أن هذه المبادرة تظهر أيضا دينامية الشخصيات من مختلف المشارب وفاعلي المجتمع المدني المنتمين للجالية المغربية المقيمة ببلجيكا، والذين يعملون في مختلف المجالات ويساهمون في التنمية الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية، سواء في البلد المضيف أو في البلد الأم، مضيفا أن المعرض يركز على "قصص نجاح" البلجيكيين المغاربة قصد إظهار "الجانب المشرق" للهجرة، بعيدا عن الصور النمطية والأحكام المسبقة. من جانبه، أبرز السيد كلوز متانة العلاقات القائمة بين المغرب وبلجيكا، منوها بمساهمة الجالية المغربية "الحاضرة بقوة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية" ببلجيكا. وأشار أيضا إلى أهمية "استدامة روح العيش المشترك" التي تساهم في الثراء والتنوع الثقافي لمدينة بروكسيل. وبعد وسط مدينة بروكسيل، سيتم تقديم معرض "بلجيكا بلادي" في حرم سولبوش بجامعة بروكسيل الحرة خلال الفترة ما بين 9 شتنبر و29 نونبر المقبل، كما سيكون متنقلا عبر المغرب.