يثير إعلان مؤسسة “مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث” الإماراتية تعليق أنشطتها في المغرب، بما فيها توقيف إصدار مجلتي “ذوات” و”يتفكرون” وتسريح جميع العاملين المغاربة، تساؤلات حول ما إن كان للأمر علاقة بالأزمة المستفحلة بين الرباط وأبوظبي. وفي الوقت الذي تؤكد المؤسسة أن قرارها مرتبط بتداعيات جائحة كورونا التي أوقفت عمليا كل ما يتعلق بالصناعات الثقافية بعد توقف معارض الكتب وإغلاق منافذ بيعها، وتعليق إمكانية تنظيم المؤتمرات والمحاضرات والندوات إلى أجل غير مسمى، يرى البعض أن القرار المتخذ من المؤسسة “سياسي”، باستحضار الإمكانيات التمويلية الهائلة التي أبانت عنها المؤسسة طيلة سبع سنوات من الاشتغال، والتي لا يمكن أن تنهار فجأة بعد شهرين من الجائحة. وتعتبر المؤسسة التي تتخذ من الرباط مقرا رئيسيا لها أحد الأسلحة الثقافية لدولة الإمارات، تعبر عن توجهها الثقافي والفكري وحتى السياسي، وتتهم بأن أهدافها غير المعلنة هي دعم فكر التصوف ودحض الفكر الثوري والحركي الإسلامي، وتنضاف في أجندتها إلى المؤسسات الصوفية والعلمائية الإماراتية التي تأسست أو ضاعفت أنشطتها بعد ثورات الربيع العربي عام 2011، مثل مؤسسة “طابة” التي يرأسها علي الجفري، ومجلس حكماء المسلمين الذي يرأسه شيخ الأزهر أحمد الطيب، ومنتدى تعزيز السلم الذي يقوده الموريتاني عبد الله بن بيه. ومنذ ماي 2013 تاريخ التدشين الرسمي للمؤسسة والتي تتوفر على مكاتب فرعية في دول عربية أخرى، نظمت أنشطة عديدة تتمثل في محاضرات وندوات ومؤتمرات شارك فيها العشرات من المثقفين والمفكرين والجامعيين المغاربة والعرب، وتميزت بإنتاجاتها الغزيرة التي بلغت 400 عنوان كتاب فضلا عن آلاف المقالات والدراسات.