تشهد الدبلوماسية الجزائرية تراجعًا واضحًا على المستوى الإفريقي، حيث تواجه انتكاسات متتالية في محاولاتها التأثير داخل مؤسسات الاتحاد الإفريقي. أحدث هذه الإخفاقات جاء في مجلس السلم والأمن الإفريقي، حيث فشلت الجزائر في تحقيق أي تقدم يعزز موقفها الإقليمي، وهو ما دفع بعض المتابعين إلى التعليق بعبارات تعكس هذا التراجع، مثل ما نشرته صفحة Eritrea Digest على منصة X بقولها: "لم يعد أحد يحب الجزائر". هذا التراجع لا يمكن فصله عن التحولات التي تشهدها القارة الإفريقية، حيث أصبحت العديد من الدول أكثر وعيًا بضرورة الابتعاد عن الصراعات المفتعلة، والتركيز على التنمية والتعاون الاقتصادي. في هذا السياق، تصاعدت الدعوات داخل الاتحاد الإفريقي لإعادة النظر في عضوية البوليساريو، وهو ما تجسد في الحملة المتزايدة تحت وسم #طرد_البوليساريو_من_الاتحاد_الإفريقي، الذي يعكس تنامي المواقف الرافضة لاستمرار هذه الجبهة كعضو في المنظمة القارية. السياسة الخارجية الجزائرية، التي كانت تعتمد لسنوات على النفوذ التقليدي والتحالفات الأيديولوجية، تبدو اليوم عاجزة عن مواكبة التغيرات التي تشهدها القارة. فبينما يعزز المغرب حضوره في إفريقيا من خلال شراكات اقتصادية واستثمارات استراتيجية، تكتفي الجزائر بالرهان على تحركات دبلوماسية لا تحقق نتائج ملموسة. ويرى مراقبون أن هذا التراجع يعود إلى عدة عوامل، منها الأزمات الداخلية التي يعاني منها النظام الجزائري، وضعف استراتيجيته الدبلوماسية في مواجهة متغيرات المشهد الإفريقي. في ظل هذا الواقع، يبدو أن الجزائر باتت في موقف ضعيف داخل الاتحاد الإفريقي، حيث لم يعد بإمكانها فرض أجندتها كما في السابق. ومع تصاعد الدعوات لطرد البوليساريو، تجد نفسها أمام معادلة جديدة…