في قلب فعاليات الدورة التاسعة من معرض الصين–جنوب آسيا بمدينة كونمينغ جنوب غرب الصين، أثارت قهوة غير تقليدية اهتمام الزوار، بعد أن تمزجت فيها نكهات البن المحمص بأعشاب مستوحاة من الطب الصيني التقليدي. هذا المشروب الفريد الذي يقدّمه أحد المشاركين من قطاع المستشفيات، يعكس توجهاً جديداً في الصين لدمج تقاليدها العلاجية العريقة مع المشروبات العصرية التي تحظى بشعبية واسعة، خاصة لدى الشباب. القهوة المقدَّمة ليست مجرد مشروب يومي، بل تم إعدادها بعناية لتعزز المناعة، وتهدئ الأعصاب، وتضبط طاقة الجسم، وفقاً لمفاهيم الطب الصيني المعتمد على مكونات طبيعية مثل توت الغوجي وقشر البرتقال المجفف وأعشاب طبية أخرى. وقد لاقت هذه التركيبة تفاعلاً لافتاً من قبل الزوار الذين عبّروا عن فضولهم لتجربتها، رغم غرابة المذاق في البداية، معتبرين أنها تجربة تجمع بين المتعة والفائدة الصحية. يأتي هذا الابتكار في وقت تشهد فيه مقاطعة يونّان، المعروفة بزراعة البن، تطوراً كبيراً في صناعة القهوة، إذ تنتج المنطقة أكثر من 98% من إجمالي محصول البن في الصين، وسط طموحات بتحويل القهوة المحلية إلى علامة عالمية مميزة. ومع تنامي الاهتمام بالمشروبات الصحية، يبدو أن الجمع بين القهوة والطب التقليدي قد يفتح أبواباً جديدة أمام الابتكار في هذا القطاع المتنامي. من خلال هذه التجربة، يعكس المعرض روح الانفتاح والتجديد، حيث يلتقي التراث بالحداثة في فنجان صغير يختصر حكاية حضارية عمرها آلاف السنين. تجربة قد تبدو غريبة للبعض، لكنها تُجسد طموح الصين في تصدير ثقافتها الصحية إلى العالم من خلال طرق غير تقليدية، وربما بطعم القهوة نفسه.