في أمسية فريدة من نوعها، قدم مهرجان "موازين – إيقاعات العالم" مساء أمس الاثنين بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط تجربة فنية استثنائية، حيث أحيا أسطورة الغناء العربي الراحل عبد الحليم حافظ حفلاً موسيقياً بتقنية "الهولوغرام"، مهدياً الجمهور المغربي رحلة عبر الزمن وعالم من الألحان الخالدة. وقد استقبل الحضور، الذي امتلأت به قاعة المسرح حتى حدودها، ظهور "العندليب الأسمر" بصيحات وتصفيقات حارة، إذ تجسدت على الخشبة تفاصيل أدائه بكل دقة وواقعية، من حركاته المعهودة وتفاعله مع الفرقة الموسيقية والجمهور، ليُعيد إحياء أجواء الحفلات الشرقية الكلاسيكية التي أسرت قلوب الملايين. انطلقت الأمسية بأغنية "الماء والخضرة والوجه الحسن"، التي أهداها عبد الحليم حافظ إلى المغرب، ثم تتابعت مجموعة من أشهر أغانيه مثل "بحبك"، و"أول مرة تحب يا قلبي"، و"جانا الهوى"، و"جبار"، و"أسمر يا اسمراني"، وسط تفاعل حماسي من الجمهور الذي ردد مع الفنان الرقمي كلمات الأغاني، في مشهد يعكس عبق الفن الأصيل وروعة التكنولوجيا الحديثة. وتأتي هذه التجربة كجزء من جهود مهرجان موازين في الاحتفاء بالأصوات الغنائية العربية الخالدة، بعد أن سبق أن قدم خلال الدورة التاسعة عشرة حفلاً مماثلاً لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، معتمداً على أحدث تقنيات "الهولوغرام" لإعادة إحياء أساطير الفن العربي بطريقة مبتكرة تجمع بين التراث والتكنولوجيا. ويُعد عبد الحليم حافظ من أعظم رموز الأغنية العربية، إذ تجاوز إرثه الفني الأربعين عاماً بعد رحيله في 30 مارس 1977، ويستمر صوته في التأثير والانتشار عبر الأجيال والأوطان. تُقام الدورة العشرون من مهرجان "موازين – إيقاعات العالم" في الفترة ما بين 20 و28 يونيو 2025، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتقدم باقة غنية من العروض التي تجمع أبرز نجوم الفن العربي والعالمي، مؤكدة على مكانة الرباط وسلا كملتقى ثقافي وفني استثنائي.