طالب المهنيون المشاركون في دورة مجلس الإتقان لمعهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش، الثلاثاء الماضي، بانخراط البحارة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والتغطية الصحية خاصة بحارة الصيد التقليدي، وأوصوا بضرورة التفكير في هذه النقطة تبعا لمداخيل كل جهة على حدة لتجاوز العراقيل التي توضع في وجه هذه الفئة بشرط توفرها على 7 ملايين من السنتيمات من الترويج التجاري في الشهر الواحد كحد أدنى لضمان الانخراط في هذا الصندوق واستحالة تطبيق ذلك على الصعيد الوطني، نظرا لصعوبة الوصول إلى هذا المبلغ وحملوا المسؤولية في ذلك للجميع بمن فيهم البحارة و«الرياس» لمسؤوليتهم عن التصريح بمنتوجهم السمكي لضمان التقاعد مؤكدين على ضرورة تأهيل الموارد البشرية عبر تأطير البحارة وتكوين «الرياس» للانخراط بشكل فعال في القطاع ولرفع المردودية الذاتية والقطاعية بخصوص المداخيل المالية مع ضمان الترقية. من جهة أخرى، أشار المشاركون إلى أهمية البحث عن إستراتيجية للمحافظة على البيئة وعلى الثروات السمكية خاصة الكريا (الحوت الصغير) بوضع خطة عمل بتقنين عدد مراكب الصيد وعدم الاصطياد في الأماكن الممنوعة وإعطاء فترة للراحة البيولوجية، وشددوا على أهمية الاصطياد ليلا تبعا للأحوال الجوية «الماريا» التي يخضع لها البحارة مع ضرورة تكثيف المراقبة الأمنية البحرية للحفاظ على الثروات وإشراكهم في القرارات المتخذة من طرف الوزارة وتمكينهم من تأسيس اتحاديات في هذا القطاع وتسليم ذويهم شواهد الوفاة بخصوص البحارة المفقودين في عرض السواحل. كما أوصوا بضرورة إحداث دار للبحارة لجمع البحارة المتخلى عنهم من طرف عائلاتهم. وكان المشاركون على موعد مع مداخلة الجلسة الافتتاحية التي احتضنتها قاعة الندوات بالمعهد والتي قدم فيها مدير التكوين البحري والترقية الاجتماعية والمهنية كلمة أبرز فيها أهمية معهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش بوصفه مؤسسة تسهم بشكل فعال في منظومة الصيد البحري وتربط علاقات وطيدة مع المهنيين في إطار الشراكة، كما أنها فضاء مناسب للتكوين والتأطير، وثمن تحول هذا الفضاء إلى معهد للتكوين وتلقين الكفاءات بعد أن كان في السابق مركزا للتأهيل وبتعزيزه بمركز تقنية السلامة البحرية التي ستعزز طاقة المعهد وستسهم في تكوين الموارد البشرية بالقطاع انطلاقا من الموسم المقبل بشراكة مع الجارة اسبانيا، مختتما كلمته بالدعوة إلى دعم هذه المؤسسة بالاقتراحات وبأهمية المنافسة في قطاع الصيد البحري، مشددا على جودة المنتوج وظروف إنتاجه وتسويقه. من جهته، ألقى مدير معهد الصيد البحري بالعرائش عرضا أبرز فيه أهم منجزات السنة الماضية بخصوص المنطقة التي يغطيها المعهد والتي تمتد من منطقة «مولاي بوسلهام» إلى منطقة «وادي لو» والتي تحتضن 3 موانئ و7 تعاونيات و25 جمعية تشتغل في القطاع. كما تطرق إلى توصيات المجلس في السنة المنصرمة والشراكة مع الشركاء الدوليين خاصة اليابان ومجموعة من الدول الإفريقية إضافة إلى الدورات التكوينية والأنشطة التي يقيمها المعهد. واختتم اللقاء بالمصادقة بالإجماع على خريطة التكوين المهني البحري برسم الدخول المدرسي المقبل 2011-2010 والتي ستشمل 340 متدربا في جميع التخصصات.