يعرف مستشفى الأطفال بالرباط غليانا بفعل الأوضاع المتردية التي تعيشها هذه المؤسسة الصحية، والتي ترخي بظلالها على يوميات المهنيين العاملين بها والمرضى الذين يتوافدون عليها طلبا للعلاج، إذ أكّدت مصادر نقابية من داخل المستشفى، أن من بين أوجه الاختلالات العديدة المجسّدة لسوء الحكامة، استمرار شلل قاعة العمليات الجراحية المركزية منذ أكثر من شهرين، مقابل إجراء بعض العمليات الاستعجالية بنسبة قليلة في مصلحة السرطان! المنتقدون لوضعية مستشفى الأطفال بالرباط أكدوا على أن هذا المرفق الصحي يعاني من خصاص في مجموعة من الآلات والمعدات الطبية ذات الأولوية القصوى لخدمة المرضى في العديد من المصالح، مقابل الرفع من منسوب الألم والمشقة للمرضى بفعل تعطّل مصاعد المستشفى الأربعة المتوقفة في آن واحد، مما أحدث ارتباكا خطيرا، يدفع ثمنه المرضى وهم من الأطفال المطالبين بصعود أدراج السلالم قصد الولوج للتطبيب والاستشفاء، في حين أن أولئك الذين يكونون في حالة صعبة المصابين بكسور، أو في وضعية إغماء وغيرها من الوضعيات الصحية، فإن ذويهم مجبرون على حملهم. صورة مستشفى الأطفال القاتمة التي يؤكد عليها عدد كبير من الفاعلين والمهتمين بالشأن الصحي، تشمل كذلك عملية مناولة التغذية الخاصة بالمرضى التي تتم بالطابق السفلي في وضع جد مؤسف نظرا للمصاعد المعطلة، النقص الحاد في الموارد البشرية، وعدم تمكين المرضى من مواعيد معقولة للتطبيب والاستشفاء بسبب قلّة الأسرّة، والاكتظاظ في مجموعة من المصالح مما يفاقم من متاعب الموظفين والمواطنين على حدّ سواء، ويرفع من حدّة المواجهات بين المهنيين والمرتفقين الغاضبين نتيجة لفشل الإدارة في اتخاذ التدابير المتعلقة بتوفير المتطلبات الضرورية بالمستشفى التي وعوضا عن ذلك، يشدد المحتجون على أنها تعمل على تغييب مأسسة الحوار الاجتماعي لحلّ المشاكل العالقة، واتخاذها للقرارات والتنقيلات التعسفية خارج الضوابط القانونية.