تروّج العديد من الأفكار الخاطئة في المجتمع المغربي بصدد الأمراض النفسية والعقلية، ويأتي في قائمتها الخلط بين المرض النفسي والمرض العقلي وتوحيدهما معا في خانة «الجنون» كما أشرنا آنفا، وهو أمر له تداعياته سواء السيكولوجية أو الاجتماعية، إن على المريض أو على المحيط الأسري خصوصا، وعلاقاته على وجه العموم. فالمرض النفسي (أو ما يطلق عليه العصاب في علم النفس المرضي وحسب التصنيفين العالميين المعمول بهما DSM4 و CIM10) يصيب جانبا معينا من الشخصية، ومن السلوك، وهو اضطراب في الشخصية، اضطراب وظيفي وليس فيزيولوجي أو نورولوجي، فالأمراض النفسية التي يلعب فيها اللاشعور دورا حاسما يكون منشأها وظيفيا( ازدواج الشخصية Dédoublement de la personnalité أو الرهاب phobie نموذجا). أما المرض العقلي أو ما يصطلح عليه سيكوباتولوجيا بالذهان، يصيب الشخصية كلها بالتفكك والانحلال، فتضطرب علاقة المريض مع البيئة، و تتدهور علاقاته الاجتماعية بصفة كلية. والمرض العقلي منشأه خلل في الجهاز العصبي المركزي (تلف في الخلايا أو اختلال على مستوى التوصيلات الكيميائية والنشاط الهرموني إلخ)، ويغلب على المرض العقلي الجانب الوراثي/ التكويني ( الفصام SCHIZOPHRENIE و البارانويا PARANOIA نموذجا). من التمثلات الشائعة بشكل خاطئ أيضا، والمتمكنة من البنية الذهنية للمواطن المغربي سواء لدى النخبة أو العامة: - ربط المرض النفسي أو العقلي بضعف الشخصية والغباء والضعف عموما. - تعامل بعض الناس مع المرض النفسي أو العقلي على أساس فكرة التوتّر والمهدّئ. - اللجوء على العيادة أو مستشفى الأمراض العقلية والنفسية تبدو صعبة وغير مستحبّة من طرف قطاع عريض من الناس بدعوى تأثيرها على الحياة الاجتماعية والمهنية والأسرية. - فكرة أن العلاج النفسي هو مجرّد استلقاء أمام الطبيب واسترجاع للطفولة بغضّ النظر عن طبيعة المعاناة ونوعها. - رواج فكرة استحالة علاج بعض الأمراض العقلية مثل الفصام.