} يبدو من خلال مشواركم المهني أن اهتمامكم ينصب على الميدان الجبائي كمحامي؟ بالفعل تخصصي كمحامي في الميدان الجبائي مر عبر مراحل، بداية كانت سنة 1968حيث حصلت على دكتوراة السلك الثالث في موضوع جباية المقاولة في المغرب، وبعدها اشتغلت كمستشار جبائي بوزارة الصناعة والتجارة مابين سنة 1987 و1990 وهي فترة جد مهمة في ممارستي المهنية، حيث اشتغلت مع شخصيات لها باع كبير في الحقل الجبائي ودائما في إطار الفضول المعرفي التحقت بمكتب حيسوبي وجبائي في البيضاء، وهو عبارة عن شركة أجنبية تضم مهنيين مختصين في الميدان الجبائي تنكب على دراسة ملفات من الحجم الكبير، الشيء الذي شجعني على اختيار مهنة المحاماة والولوج إليها، حيث أعمل حاليا بهيئة ديجون الفرنسية ولدي مكتب ثانوي بالجديدة. } ماهو تقييمكم للإجراءات الجبائية المتخذة في قانون المالية لسنة 2014 وانعاكاستها على الإستثمار الأجنبي الخاص؟ لقد تبنى قانون المالية لسنة 2014 التوصيات التي خرج بها الأيام الدراسية التي انعقدت في الصخيرات في أبريل من سنة 2013 حول إصلاح المنظومة الجبائية بالمغرب، وهي تدابير تقنية تهم الضريبة على الشركات والضريبة على القيمة المضافة، والإقتصاد المغربي على غرار الإقتصاديات الأخرى يعيش على وتيرة العولمة وتنقل الأشخاص والسلع، وكان من المفروض على المشرع المغربي التفكير في طائفة جديدة من المستثمرين يطلق عليها الرحل الإقتصاديون. } ماذا تقصدون بالرحل الإقتصاديين؟ أعتقد أن ثقافة الترحال المتولدة عن ظاهرة العولمة تمس جيلا جديدا من المستثمرين يمثلون طائفة متوسطة وعليا تتكون من الجيل الثالث للهجرة .الأطر العليا المهاجرة الرياضيون رجالات الفن والثقافة المستثمرون النافرون من الأنظمة ذات الضغط الجبائي المرتفع. } كيف ترون الإصلاح الجبائي في ظل هاته التطورات؟ تعلمون أن النظام التحفيزي للإستثمار بالمغرب يهم فقط الإستثمارات الكبرى ومقاولات cac 40 دون الأخذ بعين الإعتبار التحولات الطارئة بفعل العولمة وثقافة تنقل الأموال والسلع، وكان حريا على المشرع المغربي الإهتمام بجدية الى بنية الضريبة على الدخل وضريبة الشركات دون المساس بالإصلاحات الحالية بخصوص توسيع القاعدة الجبائية، خفض الأسعار. تطور المردودية الجبائية وكذا تخفيض الإعفاءات الضريبية. } ماهي إذن أهداف النظام التحفيزي من خلال الإصلاح المقترح؟ أعتقد أنه يجب التطرق بجدية الى إصلاح ضريبة الشركات وكذا الضريبة على الدخل، وذلك قصد احتضان وجلب أكبر عدد من المستثمرين الجدد الفارين من الأوضاع الإقتصادية الخانقة بأروبا نتيجة كثرة البطالة والضغط الجبائي المرتفع. فهذه الطائفة تفضل الهجرة إلى بروكسيل وموناكو وباهاماس وذلك هروبا من الضريبة على الثورة الضريبة عن الإرث والضريبة عن الإرباح المفروضة في القانون الجبائي لبلدانهم. وهذه الظاهرة تسمى عند المختصين الجبائيين بالإغتراب الجبائي l'exil fiscal } ومع ذلك يظل المغرب بلدا لإستقطاب الثروات؟ أعتقد أن النظام التحفيزي الحالي يقتصر على جلب طائفة متوسطة تشمل على سبيل المثال المتقاعدين الفرنسيين مثلا وعددهم 50000 مقيم يستفيدون من إسقاط 40 في المائة وخصم ضريبي يصل الى 80 في المائة بفعل معاهدة الإزدواج الضريبي الموقعة بين المغرب وفرنسا إلا أن هذه المبادرة الجبائية لاتمتد الى الثروات التوسطة العليا الآنفة الذكر والتي تقدر بما يعادل 2 مليون أورو للفرد الواحد والتي تهاجر بمعدل 35 ألف مهاجر جبائي في السنة يمثلون مايصطلح عليه بحركة الحمام ردا على إصلاح ضريبة الرأسمال بفرنسا وألمانيا على وجه الخصوص والتي أصبحت اليوم موضوع منافسة جبائية شديدة بين المغرب وتونس وكذا البرتغال..