تشجيع السياحة الداخلية شعار تتشدق به الجهات المسؤولة غير انه على ارض الواقع يتبين انه مجرد شعار فارغ من محتواه، ولعل المرور عبر الطريق الشاطيئي من الصويرة الى أكادية لخير دليل على عدم الاهتمام بالفضاءات السياحية للبلاد، ومن اهم نجاح هذا الفضاءات سواء في استقطاب السياح الأجانب والمغاربة هو البنيات التحتية، فحين يتم التفكير في قطار سريع بين طنجة والبيضاء وبملايير الدراهيم، في الوقت الذي تعاني فيه الشبكة الطرقية للبلاد هشاشة حقيقية لها تأثير سلبي على الكثير من القطاعات الحيوية كالسياحة التي تعد عمودا أساسيا في اقتصاد البلاد، فهذا معناه ان المتحكمين في زمام البلاد يخبطون خبط عشواء، وينم ايضا على ان عقليتهم تدور في حلقة ثقافة الفهم الخاطيء للتنمية الاقتصادية البلاد، وحين نجد في الكثير من المدن بناء وهدم الطرق في إطار صفقات مشبوهة وبحثا عن اخفاء ملامح تلاعبات تسيير الشأن العام سواء منه المحلي و الوطني فمعنى هذا ان معاول هدم التطور الاقتصادي للبلاد مستمرة، وسبب نزول هذا الكلام ما عاينته خلال الأسبوع الثاني من شهر غشت الجاري، حيث قطعت المسافة ما بين الصويرةوأكادير في ظروف اقل مايقال عنها انها سيئة، مع ان هذا المسلك يضم الكثير من الفضاءات والمنتزهات السياحية الهامة، فالاكتظاظ اليومي لآلاف السيارات يحول متعة الاصطياف الى معاناة فقطع عشر كيلومترات في اتجاه تغازوت يتطلب أزيد من ساعتين حيث لا تتحرك السيارة مترين او ثلاثة لتتوقف لدقائق قبل ان تتحرك لنفس الأمتار تم تتوقف، ولا يتم الانفراج الا بعد الخروج من تاغازوت في اتجاه آغا دير.. والمعاناة لا تتعلق فقطبالاكتظاظ غير المحتمل بل ان حالة الطريق الوطنية رقم 1 والمسالك المرتبطة بها انطلاقا من الصويرة مرورا بسيدي كاوكي وتمانار وإمسوان والتامري وإني ودار فتغازوت جد رديئة وضيقة تخترقها الحفر في حواشيها او في عمقها مما يهدد سلامة مستعمليها ويشكل خطرا على حياتهم، والغريب انها تركت هكذا في غياب اي إصلاح باستثناء بعض التوقيعات العشوائية التي لا تزيد الوضع الا تعقيدا.. وإمام هذا الوضع الذي يتكرر كل يوم في موسم العطلة الصيفية يتطلب الامر توسيع هذا الطريق بما يتناسب العدد الهائل من مستعمليه خاصة ان هذه الجهة تضم اجمل الشواطيء وتتنوع فيها الفضاءات السياحية، والغريب ان هناك استثمار خليجي لمشروع سياحي ضخم في هذه المنطقة فلما لا تتضمن الاتفاقيات ان يتكلف المستثمرون الأجانب بتوسيع الطرق وشقها خاصة ان ذلك سيساهم في إنجاح مشروعهم وبالتالي تكون فيه فائدة للمنطقة التي تنازلت للأجانب على فضاءاتها.. من جانب اخر مازالت مظاهر البؤس والتهميش بادية على هذا المحور ففي كل المراكز والجماعات التي تفصل المسافة ما بين الصويرةأكادير مازالت تعيش تحت وطأة الإهمال وعدم الاهتمام على مختلف الأصعدة ويبدو ان هذه الفضاءات الجميلة تظل منسية طيلة السنة باستثناء موسم الاصطياف،وَ افتقادها للبنيات التحتية وعلى رأسها الطرق سيزيد من تعميق معاناتها ولن يفسح المجال لأي تطور او تنمية..