يبدو أن عاصمة دكالة ، تعيش هذه الأيام، اختلالات عمرانية فاضحة، لم يسبق لها مثيل في تاريخ المدينة الطويل. فبعد قضية «سور شارع النصر»، الذي عزل مدينة الجديدة عن بحرها لمسافة تزيد عن 3 كيلومترات، تحت أنظار مسؤولي العمالة ، يبدو أن المشرفين على تدبير المجلس الجماعي للمدينة ومعه السلطات المحلية، لم يأبهون لردود الفعل الغاضبة التي ملأت صفحات التواصل الاجتماعي ضد قرارات وصفت ب «غير الملائمة « والمفتقدة ل» التصور العمراني الدقيق «. وقد تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف النقالة، خلال الايام الماضية، صورا لما أسموها «فضيحة عمرانية جديدة» بعد إقدام المسؤولين عن بناء سور جديد، لكن هذه المرة وبغرابة، فوق حائط كورنيش الجديدة المطل على شاطئ «دوفيل بلاج» قبالة فندقي «ابيس» بالمدخل الشمالي للمدينة من جهة الدارالبيضاء . وبغض النظر عن الأسباب والمسببات التي جعلت الجماعة، تقدم على بناء هذه الأسوار، إلا أن الطريقة، التي تم بها بناء سور الكورنيش الجديد، كما تظهر الصورة التي نشرها أحد اعضاء المجلس السابقين على حسابه الشخصي على «الفايسبوك»، أن البناء تم بطريقة مشوهة تسيء إلى جمالية المدينة وعمرانها دون الاكتراث بردود فعل الرأي العام المحلي الدكالي الغاضبة وما جلبته هذه البادرة من استهجان ؟ فكيف فكر «المهندس» صاحب الفكرة المشرف على «المشروع»، في بناء سور فوق سور آخر، دون أي اعتبار لجمالية المكان والعمران والبحر ؟ فهل خضع هذا المشروع لدارسة هندسية تحت اشراف مكتب دراسات متخصص كما يجري في الصفقات العمومية ؟ ومن جهة أخرى تم التساؤل «عن موقف عمالة الإقليم، و كيف سمح مسؤولوها بهذا البناء التي تم بطريقة عشوائية لا تراعي أدنى معايير الجمالية العمرانية، علما بأن المسؤول الأول كان قد دعا في عدة لقاءات و اجتماعات إلى «رد الاعتبار إلى هذه المدينة عبر اصلاح مداخلها من الجهات الاربع واصلاح الحدائق وتشجير المدارات الطرقية؟ « يتساءل بعض المتتبعين. هذا واعتبر العديد من الفعاليات الجمعوية أن «بناء هذه الأسوار سيحجب عن ساكنة المدينة شاطئها وواجهتها البحرية ، كما أنه يشوه المنظر العام في تناقض تام مع التطلع إلى الرقي بها اقتصاديا وسياحيا ؟ «
