تردي الخدمات بمطار محمد الخامس كان من الأسباب الرئيسية، التي عجلت بتعيين عامل إقليمالحسيمة السابق على رأس مطار محمد الخامس، عقب اجتماع أزمة عقد نهاية غشت شمل كل الوزارات والمصالح التي لها علاقة بالمطار. حيث سجل المجتمعون مجموعة من الصعوبات التي تعترض المسافرين، سواء المغاربة أو الأجانب، بسبب سوء الخدمات، إذ أضحى المطار شبيها بأي محطة طرقية للحافلات أو موقف لسيارات الأجرة، فالمواطنون ومعهم السواح أصبحوا يعانون الأمرين بسبب التأخرات وبسبب قضاء ساعات في انتظار الإجراءات وتسلم الحقائب وغيرها، أضف إلى ذلك المعاناة التي يواجهها المرافقون والمستقبلون للمسافرين، إذ يمنع ولوجهم للمطار ويطلب منهم الانتظار خارجا عرضة للشمس والأمطار حسب الفصل. عدد من المسافرين اشتكوا في الآونة الأخيرة من الارتجال التدبيري، خاصة أمام غياب خدمة الإرشادات والمساعدة المفروض تقديمها إلى المسافرين، فكم مرة تجد بطاقة ركوب الطائرة تشير إلى رقم الباب الذي وجب أن يقصده الزبون فيما تشير الشاشة الإلكترونية إلى رقم باب آخر. حتى أنه في بعض الأحيان تجد مضيفة أو مضيفات يقمن بعملية توجيه المسافرين بعد تجميعهم بسبب التيه داخل هذا المرفق الحيوي الذي يسجل مرور أزيد من 20 مليون مسافر في السنة. حتى محيط المطار أصبح يعيش على إيقاع الفوضى، ففي كل مرة هناك احتجاجات من لدن أصحاب النقل السياحي، بفعل تعسف شركات تظهر وتختفي، امتهنت هي الأخرى هذه الحرفة ولا تقبل بالتنظيم الذي سطره أصحاب طاكسيات النقل السياحي، فكم مرة ظهرت حافلات وحين يحتج المهنيون يتم تنبيههم إلى أن هذه الحافلات هي تابعة للشركة الفلانية أو المقاولة الفلانية، الأمر الذي تسبب في العديد من الوقفات وإصدار عشرات الشكايات دون أن يتم حل المشكل. هذه المظاهر وغيرها استفحلت كثيرا وأصبحت تخدش صورة بوابة المغرب الجوية في العاصمة الاقتصادية. ينضاف إلى هذا كله حالة الاحتقان داخل الشركات العاملة بالمطار، فعمال حمل الأمتعة، دخلوا في إضرابات ووقفات طيلة المدة الأخيرة، احتجاجا على الشركة التي تشغلهم، والتي لا تستجيب لمطالبهم وحقوقهم، ولم تقم بتسوية وضعية العديد منهم، ما يدفعهم بين الفينة والأخرى إلى اللجوء للإضراب، ومع ذلك لا يتم إيجاد حل لمشاكلهم. إضرابات هؤلاء دفعت الركاب، قبل أسابيع، إلى «اقتحام» مكان توقف الطائرات لأخذ أمتعتهم وحقائبهم، الأمر الذي كان سببا في دق ناقوس خطر تداعيات الارتجال، الذي يعرفه المطار. عاملات النظافة، أيضا، يشتكين من الشركة المشغلة، وكم مرة أحجمن عن العمل، بسبب إقفال باب الحوار بخصوص مطالبهم وأوضاعهم ما يجعل مختلف مصالح المطار، بدون تنظيف. نفس الأجواء تعيش على إيقاعها الشركة المكلفة بتموين الطائرات، إذ دخل مسؤولوها في صدام مع الموظفين أسفر عن احتقان واضح، وعن إجراءات تعسفية في حق البعض، ما دفع هؤلاء إلى خوض معارك نضالية منها حمل الشارة وغيرها، وصولا إلى التهييء لتنظيم وقفة احتجاجية بالبوابة الثانية. وقد علمنا أن إحدى شركات الطيران العالمية، قد أوفدت لجنة منها للوقوف على أسباب نقص الجودة في ما يخص تموين طائراتها. هذه المشاكل وغيرها طرحت في العديد من المرات على طاولة عامل عمالة النواصر، كما عرضت على والي جهة الدارالبيضاء- سطات، دون أن تجد بابا للحل لأسباب متشعبة، ما جعل المسؤولين، يضعون مسؤولا قادما من الإدارة المركزية لتصحيح ما يمكن تصحيحه وتقويم ما يمكن تقويمه.
