أرخت تداعيات الجائحة الوبائية «كوفيد 19» بغيومها على سوق السيارات في المغرب، حيث تفاقم هبوط المبيعات للشهر الثاني على التوالي، متسببا في ركود تاريخي لم تشهده السوق منذ عقود. فبعد انخفاض المبيعات بنسبة 61.7٪ في مارس 2020، زاد الاتجاه التنازلي بشكل أكثر حدة في شهر أبريل المنصرم، ولم تتمكن الشركات التجارية مجتمعة من بيع سوى 1683 سيارة فقط مقارنة ب 12305 سيارة خلال نفس الفترة من العام الماضي، وهو انخفاض معدله 86 ٪. ومنذ بداية العام الجاري وصل العدد الإجمالي لمبيعات السيارات الجديدة إلى 33825 وحدة في 2020 مقارنة ب 52948 في 2019، بانخفاض قدره 36٪، علما بأن معظم هذه المبيعات سجلت خلال الشهرين الأولين من السنة، أي قبل الأزمة الصحية «كوفيد 19» التي أجبرت السلطات على فرض تدابير الحجر الصحي. وفي هذا السياق الاستثنائي، لم يتجاوز قطاع سيارات الركاب 29788 سيارة تم بيعها خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام، بانخفاض 37.4٪ في حين تم بيع 4037 وحدة في صنف السيارات النفعية، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 24.8٪. ومع استمرار تدابير الحجر الصحي حتى 20 ماي الجاري، وإغلاق المحلات التجارية خلال عيد الفطر ما بين 23 و 25 من نفس الشهر ، يتوقع أن تزداد الخسائر في سوق السيارات بشكل أكثر حدة. ومع استمرار حالة الطوارئ، سيحرم القطاع هذا العام من معرضه «أوطو إكسبو» الذي ينظم مرة كل عامين، حيث كان مقررا أن يتم تنظيمه في يونيو 2020، وهو المعرض الذي يشكل عادة فرصة لموزعي السيارات بالمغرب من أجل رفع مبيعاتهم إلى مستويات قياسية. وكانت الجمعية المغربية لمستوردي السيارات بالمغرب، قد أعلنت عن تأجيل معرض السيارات «أوطو إكسبو» وأوضحت أن المعرض سيعقد إما في الربع الأخير من 2020، أو سيتم تأجيله إلى يونيو 2021 . وكان السبب الرئيسي وراء تأجيل هذا الحدث، المخاطر المرتبطة بانتشار فيروس «كورونا» الذي تسبب في إلغاء عدد من التظاهرات المشابهة بالمغرب أبرزها المعرض الدولي للفلاحة بمكناس.