دعا عزيز الرباح، رئيس مؤسسة المنتخبين، ووزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، إلى تقوية الأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، لما تلعبه من دور فعال في الوساطة بين الدولة والمجتمع، إذ اعتبر أن ضعف الوساطة بين الدولة والمجتمع ينتج تيارات تهدد الديمقراطية. وأوضح الرباح، الذي يتحمل مسؤولية رئاسة مجلس مدينة القنيطرة، في افتتاحه لأشغال المؤتمر الجهوي للفضاء المغربي للمهنيين الأحد الماضي بالقنيطرة، أن الدولة وفرت المناخ الملائم للقطاع الخاص للمهنيين لخلق الثروة، بعدما كانت تتولى الدولة مهمة خلق الثروة في السابق. وقال إن "الدولة لا تخلق الثروة ولكن تضع الإطار لذلك، وهو ما يسمى بمناخ الأعمال، كي يتمكن القطاع الخاص بخلق الثروة، مع استثناءات بسيطة لبعض الشركات العمومية". وأوضح الرباح أن العناية بالطبقة الوسطى يشكل أهم التحديات المهمة للحكومة، كاشفا أن التوجه الجديد للحكومة يركز على دعم الطبقة الوسطى، التي قسمها إلى قسمين، منها الطبقة العاملة والموظفة، و"هي الطبقة التي تحتاج عناية، والحوار جار مع المركزيات النقابية في هذا المجال". وطبقة ثانية منتجة، تتكون من أكثر من ثمانية ملايين شخص يشتغلون في مجالات الفلاحة والتجارة والصناعة التقليدية والحرف. ودافع الرباح عن حصيلة حزب العدالة والتنمية في تدبير الشأن العام، إذ أعلن أن الحزب تحمل المسؤولية "كي يصلح قضايا عميقة لا أحد كان يستطيع أن يصل إليها، منها إصلاح التقاعد، ومنظومة الضرائب، والمقاصة، والتعليم والحماية الاجتماعية والحكامة والإصلاح الإداري"، مبديا افتخار حزب العدالة والتنمية بأدائه الحكومي خلال السبع سنوات التي قضاها في الحكومة منذ سنة 2011 . وقال إن "لم يكن أداء الحزب في الحكومة جيدا، خلال هذه السنوات السبع، لما كنا الآن نحتل مراتب متقدمة في كثير من المجالات"، مؤكدا أن العمل الحكومي في المجال الاجتماعي لا يزال يحتاج إلى تقوية كي يصل إلى الأهداف المرسومة له. وأضاف أن "حجم الاستثمارات في جهة الرباطسلاالقنيطرة يكاد يتقدم سنويا ب 30إلى 40 في المائة"، معتمدا في ذلك على تقارير تصدرها عدد من المنظمات. وفي حديثه عن الشأن المحلي، دعا الرباح إلى خلق مناطق صناعية جديدة، ومراكز حرفية في جميع المدن، وأسواق وأحياء تجارية. كما دعا إلى إضافة بند يعنى بالتعمير الاقتصادي إلى تصاميم التهيئة لأغلب المدن، حتى تشتمل تصاميم التهيئة، بالإضافة إلى السكن،كافة المرافق الخدماتية والاقتصادية. وأكد أن مدينة القنيطرة تشهد ثورة إصلاحية وتنموية كبيرة، مشيرا إلى أن "أعمال الإصلاح شملت الأحياء السكنية التي كانت مهمشة لأكثر من 40 سنة، والتي كانت لا تتوفر على الحد الأدنى من العيش الكريم". واعتبر أن فضاء المهنيين يشكل جزءا من دينامية الإصلاح، وأنه إطار نقابي يدافع عن مصالح المهنيين، كما أنه إطارا للتكوين وشريك في مجال الإصلاح التنموي، عبر تقديم مقترحات لتحسين منظومة الإنتاج.