سافرت باربارا بعشاق موسيقى البلوز إلى مختلف مسارح العالم، حيث أدت عرضا فنيا رفقة مجموعتها الموسيقية، تحت عنوان "بلوز أينما ذهبت"، لا يقل نجاحا عن عروضها السابقة في جميع دور الأوبرا العريقة. باربارا، التي بدت سعيدة بالوقوف على هذا المسرح التاريخي الكبير، لم تخف تلك السعادة، عندما أكدت في ندوة صحفية نظمت في دار الفنون بالرباط، أنها لم تتردد في قبول دعوة منظمي المهرجان، خاصة أنها المرة الأولى التي تزور فيها مدينة الرباط، بعد أن شاركت في مهرجانات في فاسومراكش، وقالت "زرت مراكش عندما كان عمر ابنتي ذات 30 عاما الآن، أقل من سنتين، ومازلت أحمل ذكريات جميلة عن حفلي في مدينة النخيل". وأوضحت باربارا، خلال الندوة المذكورة، أن عشقها لأسلوب "البلوز"، الذي بدأ منذ أكثر من 20 عاما، لم يأت اعتباطا، بل هو وليد لحظات متعة موسيقية، كانت تخلقها لنفسها كلما استمعت لألمع نجوم هذا اللون الموسيقي، متمردة بذلك على كل الموانع التي تجبرها على التخلي عن عشقها الكبير، خاصة والدها الذي كان يعتبر "البلوز" موسيقى الشياطين. تؤمن باربارا هاندريكس أن موسيقى "البلوز" مرآة حقيقية للواقع المعيش، تتحدث عن الحياة كما هي، وكل ما تحمله من جمال ومعاناة ومساوئ. اعتبرت أيقونة "البلوز" الغناء باللهجة العربية أو المغربية أمرا مستبعدا، خاصة أنها تجهل إن كانت قادرة على فعل ذلك، لكنها في الوقت ذاته منفتحة على سماع كل الألوان الغنائية، ومستعدة لأن تغني إلى جانب أي فنان آخر بطريقة الديو، وفي هذا السياق أعلنت عن تعاون مقبل مع الفنانة أنجليك كيدجو (بنين)، التي حازت العديد من جوائز "غرامي". وفي آخر حديثها الممتع، قالت إن مستقبل الجيل الصاعد بيده، "صحيح أن حياتنا في السابق كانت أقل تعقيدا، لكن من يعتقد أن مسقبلنا كان ذهبيا فهو مخطئ، يجب العمل والكفاح من أجل النجاح، طالما نحن أحياء، يجب أن نحارب من أجل الحياة ومن أجل البقاء". الجدير بالذكر أن هندريكس، صاحبة الأرقام القياسية في مبيعات تسجيلاتها، تملك أكثر من 20 دورا في العروض الأوبرالية الحية، سُجل منها 12 عرضا. وسجلت أكثر من 80 عملا مع مخرجين مثل بارنبويم، وبيرنشتاين، وديفيس، ودوراتي. هندريكس هي سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إذ تولت هذا المنصب لأطول فترة. وتقديرا لالتزامها البارز، مُنحت في 2002 لقب السفيرة الفخرية للنوايا الحسنة، مدى الحياة، لتصبح سفيرة المفوضية الوحيدة من المشاهير، التي تحظى بهذا اللقب.