تشهد محلات بيع ألعاب الأطفال رواجا ملحوظا سنويا كلما اقتربت ذكرى عاشوراء. وهي مناسبة دينية عزيزة دأب المغاربة كبارا وصغارا على تخليدها. إلا أن الملاحظ أن هذه المناسبة تُخلِّف سنويا عددا من الآفات والعاهات جراء استعمال ألعاب نارية تبدو بسيطة في شكلها لكنها خطيرة بالنظر إلى حجم أضرارها. فبصفتي طبيبا جراحا للعيون تُعرض عليَّ سنويا حالات كثيرة متفاوتة الخطورة من الحروق التي قد تصل إلى الدرجة الثالثة والجروح التي تهم العيون والوجه. الألعاب النارية بمختلف أشكالها من مفرقعات أو قنابل كربونية أو صواريخ قابلة للاشتعال أو مسدسات برصاص مطاطي أو برادة الحديد المعروفة عاميا ب (جيكس) تلحق بالعيون أضرارا قد تكون جسيمة نذكر من بينها: جروح الجفون العميقة التي تخلف تشوهات صعبة العلاج. جروح على مستوى القرنية والصلبة (بياض العين). تكَون الجلالة من جراء ارتطام الجسم الغريب بالعين. سيلان دموي على مستوى الحجرة الأمامية للعين أو على مستوى الجسم الزجاجي، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط العين. تمزقات على مستوى الشبكية أو انفصالها بالكامل. الجدير بالذكر، أن هذه الحوادث تصيب الأطفال عامة والذكور خاصة ذوي السن المتراوحة مابين 6 سنوات و18 سنة وتخلف إعاقات بصرية مدى الحياة، فعلى الرغم من مجهودات الأطباء وتطور وسائل العلاج إلا أن عددا كبيرا من العيون تصاب بالعمى جراء هذه الحوادث الخطيرة. لذا نهيب بأولياء الأمور والأساتذة أن يقوموا بتوعية الأطفال وبمدى خطورة الأمر، كما نلتمس من وسائل الإعلام السمعية البصرية والصحافة المقروءة أن تباشر دورها التوعوي، كما لا ننسى السلطات الأمنية التي ينبغي أن تفرض قوانين صارمة على بيع واستعمال الألعاب النارية. *الدكتور لحسن فاض، أخصائي أمراض وجراحة العيون