في الوقت الذي اختار إدريس بنهيمة، مدير شركة الخطوط الملكية المغربية «لارام»، أن ينخرط في حملة إعلامية وإشهارية غايتها الاحتفاء بالنساء بمناسبة عيد المرأة المرتقب في ال8 من مارس الجاري، تحت شعار «نساء قياديات»، طفت على السطح فضائح تحرش جنسي ينتظر أن تهز أركان شركة «لارام» وسمعتها وصورتها لدى الرأي العام، وستعري حقيقة وضع المرأة داخل دواليب هذه الشركة، وهي الفضائح التي تنضاف إلى سلسلة الفضائح المالية (ضياع قرابة 600 مليون درهم) وسوء التدبير الذي تعرفه الشركة منذ أن تولى إدارتها بنهيمة، وسلسلة الإضرابات المتوالية التي تشهدها في الآونة الأخيرة بدءا بإضرابات الربابنة وانتهاء بإضرابات التقنيين التابعين للاتحاد العام للشغالين بالمغرب. ونددت الموظفات، في رسالة بعثن بها إلى مدير شركة «لارام»، تتوفر «المساء» على نسخة منها، بما أسمينه «السلوكات المنحرفة والشاذة» لمسؤول كبير داخل مديرية الموارد البشرية ب«لارام». ووفق المصادر ذاتها فقد تعرض عدد من الموظفات بشركة «لارام»، منذ أن عين المسؤول المعني بالأمر، والذي أشارت الرسالة إلى اسمه الشخصي والعائلي، ل«تحرشاته وسلوكاته الشاذة»، سواء كانت هذه الموظفة متزوجة أو عازبة. وأشارت الرسالة إلى أن «كل امرأة توجد في طريقه أو بمكتبه، تتعرض للتحرش، فضلا عن الكلام النابي والحاط بالكرامة الذي يتلفظ به تجاه النساء سواء كن ضمن محيطه الأقرب أو النساء اللواتي يتوافدن على مكتبه لأغراض مهنية». وفي غالب الأحيان تتفادى الموظفات التنديد بالتحرش أو الشخص الذي يقوم به، ويفضلن الصمت ولا يتجرأن على مصارحة أهلهن أو عائلاتهن خوفا من إنزال العقاب بهن، ولأن الموضوع مازال من المواضيع المحرمة. كما أن الشكايات التي توجه إلى الإدارة في هذا الصدد غالبا ما يكون مصيرها سلة المهملات، مثلما وقع لموظفة أرسلت رسالة يوم 26 دجنبر الماضي إلى الإدارة تندد فيها بتعرضها لتحرش جنسي داخل الشركة، غير أن الإدارة لم تعرها أي اهتمام ولم تحقق في صحة الادعاءات التي وردت في تلك المراسلة. وختمت الموظفات الرسالة الموجهة إلى بنهيمة، بنبرة متشائمة، «من الظاهر أن النساء في هذه الشركة يراد لهن أن يكن عاه... وخاضعات». يشار إلى أن إدريس بنهيمة اختار أن يحتفي هذه السنة بعيد المرأة بالقيام بحملة إعلامية وإشهارية، والاحتفاء بسبع نساء من الشركة. غير أن فضائح التحرش الجنسي سترخي لا محالة ظلالا قاتمة على هذه الحملة، وستعري حقيقة وضع النساء داخل الشركة، خاصة وأن نساء يتعرض للعقاب لأنهن دافعن عن أنفسهن مثل حالة بوشرى البرنوصي، ربانة طائرة، التي انخرطت في إضرابات سابقة ضد إدريس بنهيمة، فضلا عن طرد عدد من النساء كانت لهن مواقع قيادية داخل الشركة مثل حالة مديرة الاستراتيجية والتسويق وغيرها.