كشفت معطيات صحافية فرنسية عن سقوط أكبر شبكة دولية لتهريب الكوكايين كانت تنشُط بين أمريكا اللاتينية وفرنسا عبر ميناء الجزيرة الخضراء في إسبانيا وعبر قاعدة لوجستيكية في المغرب. وقالت الأنباء ذاتها إن الشبكة تتزعمها امرأة فرنسية تبلغ من العمر 38 سنة وتدعى كريستيل شافار، وهي شقيقة أحد أشهر تجار المخدرات في فرنسا وحفيدة أحد كبار رؤوس «المافيا» الفرنسية منذ 50 سنة. وقد جاء سقوط شبكة كريستيل شافار كما كشفت عنها أمس صحيفة «لونوفيل أوبسيرفاتور»، الفرنسية، بناء على تحريات أمنية واستخباراتية دقيقة قادت المحققين إلى إحباط محاولة إدخال أزيدَ من 50 كيلوغراما من المخدرات الصلبة البيضاء إلى التراب الفرنسي، كانت قادمة من كولومبيا عبر ميناء الجزيرة الخضراء في إسبانيا.. وكان المغرب في كل هذه العملية قاعدة لوجستيكية لتنظيم هذه العملية عن بعد عن طريق توزيع الأدوار بين عدد من الشركاء. وكشفت المعطيات ذاتها أن سقوط كريستيل شافار جاء بعد رصد العديد من المكالمات الهاتفية التي كانت تُوجِّهها نحو خطوط هاتفية متواجدة في المغرب وأن الكم الهائل من مكالماتها نحو المغرب هو الذي وضع أعيُن المحققين الفرنسيين على تتبع خيوط هذه المكالمات الهاتفية، التي اتّضح، في ما بعدُ، أن كل مضامينها كانت مشفَّرة وكانت وسيلةَ تواصل وتنسيق وإعطاء تعليمات لباقي أفراد الشبكة. وقد افتتحت المحكمة التأديبية بمدينة مرسيليا الفرنسية، أمس الاثنين، الجلسات الأولى لمحاكمة شبكة كريستيل شافار، وكشفت وثائق المحكمة أن الأخيرة اتفقت مع موزعين للكوكايين، على بيع حمولتها من 50 كيلوغراما، التي كانت ستصلها من كولومبيا، بمبلغ 30 مليون سنتيم للكيلوغرام الواحد وأنها كانت تتحرك بغطاء مُسيّرة شركة تنظّم لقاءات رهان في رياضة الملاكمة لإعطاء تفسير لحياة البذخ الذي كانت تعيش فيه بفضل وقوفها وراء إحدى أكبر شبكات الكوكايين بين أمريكا اللاتينية وفرنسا. وذكرت أنباء ذات صلة أن ملاكما فرنسيا محترفا جرى تقديمه ضمن أفراد شبكة كريستيل شافار، مع اثنين من الكولومبيين، في وقت ما تزال التحقيقات متواصلة لفكّ «شفرات» المكالمات العديدة التي كانت زعيمة الشبكة تُجريها نحو خطوط هاتفية في المغرب، خاصة أن كريستيل شافار نفتْ، في جميع أطوار التحقيق معها، حتى عرضها أمس الاثنين على المحكمة التأديبية في مرسيليا، أي علاقة لها بعمليات تهريب للكوكايين نحو فرنسا.