ألهب عبد العزيز الستاتي جمهور مدينة سطات خلال فعاليات المهرجان الوطني للوتار في نسخته الثالثة المنظمة تحت شعار «إيقاعات الوطن» من طرف جمعية المغرب العميق لحماية التراث بشراكة مع وزارة الثقافة و المجلس الإقليمي بسطات، وخلق الفنان الشعبي، الستاتي تفاعلا وتجاوبا جماهيرا لافتا بعد أن قام بأداء أغاني متنوعة بين الأمازيغية والدارجة، وأشار الفنان المذكور، إلى أنه تربطه علاقة حميمية قديمة بآلة لوتار، التي كانت دائما طيعة لعزف الأهازيج الشعبية بمختلف اللهجات، واعتبر أن هذا المهرجان فرصة لإعطاء آلة لوتار الاعتبار اللائق بها واحترامها وبالتالي ينبغي المحافظة على مكانتها، باعتبارها آلة ملك للمغاربة جميعا، وأشار إلى أن الغناء بالأمازيغية هو قيمة مضافة للفنان للتعبير عن أحاسيس الفنان وما يخالجه، وأنه لو كان بالاستطاعة يضيف الستاتي» لغنيت بجميع اللغات» وصار اليوم من الضروري تجاوز إشكال العامية والأمازيغية والعربية في الغناء المهم هو الإبداع لصالح الإمتاع الفني. و من جهته، أوضح عبد الله الشخص، مدير المهرجان، إلى أن أن لوتار يشكل واحدا من الآلات الموسيقية التي تعبر عن أصالة التنويع الموسيقي بالمغرب وارتباطه بالمشترك العام للأفراد، وهو يعبر عن الجذور العميقة للتراث الأصيل، لذلك تسعى الجمعية إلى توثيق هذه الجذور والدور الفني الهام الذي يلعبه لوتار، و أضاف المدير الفني للمهرجان، مصطفى بنسلطانة، أن المهرجان هو تقليد سنوي للتعريف بالتراث المغربي المتعدد الروافد ومدى ارتباط هذا التراث بالحياة اليومية للأفراد والمجتمع على حد سواء، ويشكل مناخا مناسبا للحوار والتعرف على الموروث الثقافي من أجل حمايته و المحافظة عليه، ودعا المهتمين إلى المحافظة على آلة لوتار كآلة مغربية أصيلة وحمايتها من الزحف التكنولوجي الذي بات يقلص من بريقها وتوهجها بعدما كان ارتباطها لصيقا بالأغنية الشعبية المغربية العربية والامأزيغية أيضا. وقد عرف المهرجان، فقرات متنوعة شملت حفلات موسيقية وكان مسك الختام،تكريم بعض أشياخ لوتار(العربي لكحل الجزار، مولود احميش) وتنظيم ندوة علمية تحت عنوان آلة لوتار بين الموسيقى العربية والأمازيغية.